{ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً } أي محنة وعذابا { لِّلظَّالِمِينَ* إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ* طَلْعُهَا } أي حملها { كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ } أي مثل ما يتخيل ويتوهم من قبح رؤوس الشياطين . فهي قبيحة الأصل والثمر والمنظر والملمس . قال الزمخشري : وشبه برؤوس الشياطين دلالة على تناهيه في الكراهية وقبح المنظر . لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس ، لاعتقادهم أنه شر محض لا يخلطه خير . فيقولون في القبيح الصورة ( كأنه وجه شيطان ) ( كأنه رأس شيطان ) وإذا صوره المصورون جاءوا بصورته على أقبح ما يقدر وأهوله . كما أنهم اعتقدوا في الملك أنه خير محض لا شر فيه . فشبهوا به الصورة الحسنة . قال الله تعالى : {[6360]} { ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم } وهذا تشبيه تخييليّ . انتهى . أي لأمر مركوز في الخيال . وبه يندفع ما يقال إنه تشبيه بما لا يعرف ، وذلك لأنه لا يشترط أن يكون معروفا في الخارج . بل يكفي كونه مركوزا في الذهن والخيال ، / ألا ترى امرأ القيس {[6361]}- وهو ملك الشعراء يقول :
وهو لم ير الغول . والغول نوع من الشياطين ، لأنه في خيال كل أحد مرتسم بصورة قبيحة ، وإن كان قابلا للتشكل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.