فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّهَا شَجَرَةٞ تَخۡرُجُ فِيٓ أَصۡلِ ٱلۡجَحِيمِ} (64)

ثم بين سبحانه أوصاف هذه الشجرة ردا على منكريها فقال : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ } أي تنبت { فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ } أي في قعرها وأسفلها قال الحسن : أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترفع إلى دركاتها .

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس فلما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { أولى لك فأولى . ثم أولى لك فأولى } ؛ فلما سمع أبو جهل قال : من توعد يا محمد ؟ قال إياك ، قال بم توعدني ، قال أوعدك بالعزيز الكريم فقال : أبو جهل أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله : { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم إلى قوله ذق إنك أنت العزيز الكريم } فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال : تزقموا من هذا فوالله ما يتوعدكم محمد إلا بهذا فأنزل الله : { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } الآية ؛ وعنه قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم ،