محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا} (10)

{ وجعلنا الليل سباتا } أي كاللباس بإحاطة ظلمته بكل أحد وستره لهم .

قال الرازي ووجه النعمة في ذلك ، أن ظلمة الليل تستر الإنسان عن العيون إذا أراد هربا من عدو أو بيانا له أو إخفاء ما لا يحب الإنسان إطلاع غيره عليه قال المتنبي :

وكم لظلام الليل عندي من يد *** تخبر أن المانوية تكذب

وأيضا ، فكما أن الإنسان بسبب اللباس يزداد جماله وتتكامل قوته ويندفع عنه أذى الحر والبرد ، فكذا لباس الليل بحسب ما يحصل فيه من النوم يزيد في جمال الإنسان وفي طراوة أعضائه وفي تكامل قواه الحسية والحركية ويندفع عنه أذى التعب الجسماني وأذى الأفكار الموحشة .