اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا} (10)

قوله : { وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً } . فيه استعارة حسنة ؛ وعليه قول المتنبي : [ الطويل ]

5069- وكَمْ لِظَلامِ اللَّيْلِ عِندكَ من يَدٍ *** تُخَبِّرُ أنَّ المانَويَّة تَكذِبُ{[59111]}

والمعنى : يُلبسُكُمْ ظُلْمتَهُ وتَغْشَاكُمْ . قاله الطبري قال القفال{[59112]} : أصل اللباس هو الشيء الذي يلبسه الإنسان ، ويتغطّى به ، فيكون ذلك مُغَطِّياً ، فلمَّا كان الليل يغشى الناس بظلمته جعل لباساً لهم ، فلهذا سمي الليل لباساً على وجه المجاز ، ووجه النعمة في ذلك هو أنَّ ظلمة الليل تستر الإنسان عن العيون إذا أراد هرباً من عَدُو ، أو إخفاء ما لا يجب اطِّلاع غيره عليه .

وقال ابن جبير والسدي : أي : أسْكنَّاكُمْ .


[59111]:ينظر ديوان 2/229، والكشاف 4/685، والدر المصون 6/462.
[59112]:ينظر الفخر الرازي 31/7.