محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ} (17)

{ هل أتاك حديث الجنود } أي الذين تجندوا على الرسل بأذاهم .

قال ابن جرير{[7418]}أي قد أتاك ذلك وعلمته فاصبر لأذى قومك إياك لما نالوك به من مكروه كما صبر الذين تجند هؤلاء الجنود عليهم من رسلي و لا يثنيك عن تبليغهم رسالتي كما لم يثن الذين أرسلوا إلى هؤلاء فإن عاقبة من لم يصدقك ويؤمن بك منهم إلى عطب وهلاك ، كالذي كان من هؤلاء الجنود فالجملة كما قال أبو السعود استئناف مقرر لشدة بطشه تعالى بالظلمة العصاة ، والكفرة العتاة وكونه ( فعالا لما يريد ) متضمن لتسليته عليه الصلاة والسلام بالإشعار بأنه سيصيب قومه ما أصاب الجنود .


[7418]:انظر الصفحة رقم 139 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).