تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

رفع سَمكها فسوّاها : خلقها بأحسن نظام .

لقد رفع صانعُها أجرامها فوق رؤوسنا ووضعَ كل جرمٍ في وضعه .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

وقوله سبحانه : { رَفَعَ سَمْكَهَا } بيان للبناء أي جعل مقدار ارتفاعها من الأرض وذهابها إلى سمت العلو مديداً رفيعاً وجوز أن يفسر السمك بالثخن فالمعنى جعل ثخنها مرتفعاً في جهة العلو ويقال للثخن سمك لما فيه من ارتفاع السطح الأعلى عن السطح الأسفل وإذا لوحظ هذا الامتداد من العلو للسفل قيل له عمق ونظير ذلك الدرج والدرك وقد جاء في الأخبار الصحيحة أن ارتفاع السماء الدنيا عن الأرض خمسمائة عام وارتفاع كل سماء عن سماء وثخن كل كذلك والظاهر تقدير ذلك بالسير المتعارف وأن المراد بالعدد المذكور التحديد دون التكثير ونحن مع الظاهر إلا أن بمنع عنه مانع { فَسَوَّيهَا } أي جعلها سواء فيما اقتضته الحكمة فلم يخل عز وجل قطعة منها عما تقتضيه الحكمة فيها ومن ذلك تزيينها بالكواكب وقيل تسويتها جعلها ملساء ليس في سطحها انخفاض وارتفاع وقيل جعلها بسيطة متشابهة الأجزاء والشكل فليس بعضها سطحاً بعضها زاوية وبعضها خطاً وهو قول بكريتها الحقيقية وإليه ذهب كثير وقالوا وحكاه الإمام لما ثبت أنها محدثة مفتقرة إلى فاعل مختار فأي ضرر في الدين ينشأ من كونها كرية وقيل تسويتها تتميمها بما يتم به كما لها من الكواكب والمتممات والتداوير وغيرها مما بين في علم الهيئة من قولهم سوى أمره أي أصلحه أو من قولهم استوت الفاكهة إذا نضجت وأنت تعلم أن هذا مع بنائه على اتحاد السموات والأفلاك غير معروف في الصدر الأول من المسلمين لعدم وروده عن صاحب المعراج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم ظهور الدليل عليه والأدلة التي يذكرها أهل الهيئة لتلك الأمور لا يخفي حالها ولذا لم يقل بما تقتضيه مخالفوهم من أهل الهيئة اليوم والله تعالى أعلم بحقيقة الحال .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

قوله : { رفع سمكها } سمك الشيء أي ارتفع . وسمك البيت أي سقفه {[4751]} والمعنى : جعل السماء عالية كالسقف الرفيع .

قوله : { فسوّاها } جعلها مستوية معتدلة لا عوج فيها ولا تفاوت ولا فطور .


[4751]:مختار الصحاح ص 314.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

...عن مجاهد، قوله:"رَفَعَ سَمْكَها فَسَوّاها "قال: رفع بناءها بغير عمد.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{بناها} أي خلقها {رفع سمكها} سقفها {فسواها}... سواها على ما توجبه الحكمة، ويدل على الوحدانية...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{رَفَعَ سَمْكَهَا} أي جعل مقدار ذهابها في سمت العلو مديداً رفيعاً...

{فَسَوَّاهَا} فعدلها مستوية ملساء، ليس فيها تفاوت ولا فطور. أو فتممها بما علم أنها تتم به وأصلحها...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و «السمك»: الارتفاع الذي بين سطح السماء الأسفل الذي يلينا وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها...

{فسواها}... يحتمل أن يكون عبارة عن إتقان خلقها ولا يقصد معنى إملاس سطحها...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{رفع سمكها} صفة، فقد توالت صفتان لا تعلق لإحداهما بالأخرى، فكان يجب إدخال العاطف فيما بينهما، كما في قوله: {وأغطش ليلها} فلما لم يكن كذلك علمنا أن قوله: {بناها} صلة للسماء، ثم قال: {رفع سمكها} ابتداء بذكر صفته قوله تعالى: {فسواها}:... المراد تسوية تأليفها، وقيل: بل المراد نفي الشقوق عنها، كقوله: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} والقائلون بالقول الأول قالوا: {فسواها} عام فلا يجوز تخصيصه بالتسوية في بعض الأشياء، ثم قال هذا يدل على كون السماء كرة، لأنه لو لم يكن كرة لكان بعض جوانبه سطحا، والبعض زاوية، والبعض خطا، ولكان بعض أجزائه أقرب إلينا، والبعض أبعد، فلا تكون التسوية الحقيقة حاصلة، فوجب أن يكون كرة حتى تكون التسوية الحقيقة حاصلة...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{رَفَعَ سَمْكَهَا} أي: جرمها وصورتها، {فَسَوَّاهَا} بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(فسواها).. والنظرة المجردة والملاحظة العادية تشهد بهذا التناسق المطلق. والمعرفة بحقيقة القوانين التي تمسك بهذه الخلائق الهائلة وتنسق بين حركاتها وآثارها وتأثراتها، توسع من معنى هذا التعبير، وتزيد في مساحة هذه الحقيقة الهائلة، التي لم يدرك الناس بعلومهم إلا أطرافا منها، وقفوا تجاهها مبهورين، تغمرهم الدهشة، وتأخذهم الروعة، ويعجزون عن تعليلها بغير افتراض قوة كبرى مدبرة مقدرة، ولو لم يكونوا من المؤمنين بدين من الأديان إطلاقا!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والسّمْك: بفتح السين وسكون الميم: الرَّفع في الفضاء كما اقتصر عليه الراغب سواء اتصل المرفوع بالأرض أو لم يتصل بها وهو مصدر سَمَكَ. والرَّفع: جعل جسم معتلياً وهو مرادف للسمْك فتعدية فعل {رفع} إلى « السمك» للمبالغة في الرفع، أي رَفَعَ رفْعَهَا أي جَعله رفيعاً، وهو من قبيل قولهم: لَيل ألْيَل، وشِعر شاعر، وظِل ظليل...

والفاء في {فسواها} للتعقيب. وتسوية السماء حصلت مع حصول سمكها، فالتعقيب فيه مثل التعقيب في قوله: {فنادى فقال أنا ربكم الأعلى} [النازعات: 23، 24]...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{فَسَوَّاهَا} في استقامتها وتناسق أجزائها، بوضع كل جزءٍ في موضعه، على أساس التخطيط الإلهي الدقيق الذي قد لا يعرف الناس من طبيعته وتفصيله الكثير، لأنهم لا يملكون إلا المشاهدة البعيدة...