ثم بيّن سبحانه كيفية خلق السماء فقال : { بناها * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } أي جعلها كالبناء المرتفع فوق الأرض ، ورفع سمكها : أي أعلاه في الهواء ، فقوله : { رَفَعَ سَمْكَهَا } بيان للبناء ، يقال سمكت الشيء : أي رفعته في الهواء ، وسمك الشيء سموكاً : ارتفع . قال الفرّاء كل شيء حمل شيئًا من البناء أو غيره فهو سمك ، وبناء مسموك وسنام سامك : أي عال ، والسموكات : السموات : ومنه قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتاً دعائمه أعزّ وأطول
قال البغوي : رفع سمكها : أي سقفها . قال الكسائي والفراء والزجاج : تمّ الكلام عند قوله : { أَمِ السماء بناها } لأنه من صلة السماء ، والتقدير : أم السماء التي بناها ، فحذف التي ، ومثل هذا الحذف جائز . ومعنى { فَسَوَّاهَا } فجعلها مستوية الخلق معدّلة الشكل لا تفاوت فيها ولا اعوجاج ولا فطور ولا شقوق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.