فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

{ رفع سمكها } أي أعلاه في الهواء ، وهذا بيان للبناء ، أو جعل مقدار ذهابها وارتفاعها في سمت العلو رفيعا مسيرة خمسمائة عام ، يقال سمكت الشيء أي رفعته في الهواء وسمك الشيء سموكا ارتفع قال الفراء كل شيء حمل شيئا من البناء أو غيره فهو سمك ، وبناء مسموك وسنام سامك أي عال والسموكات السموات .

وقال ابن جزي : السمك غلظ السماء وهو الارتفاع الذي بين السطح السفلي الأسفل الذي يلينا ، وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها ، قال البغوي : رفع سمكها أي سقفها ولينظر ما المراد بسقفها ، ويمكن أن يقال سقف كل سماء هو السماء التي فوقها كما أن السماء الدنيا سقف للأرض تأمل .

قال الكسائي والفراء والزجاج : تم الكلام عند قوله بناها لأنه من صلة السماء والتقدير أم السماء التي بناها فحذف التي ، ومثل هذا الحذف جائز .

ومعنى { فسواها } جعلها مستوية الخلق معتدلة الشكل لا تفاوت فيها ولا اعوجاج ولا فطور ، ولا فروج ولا شقوق