الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا} (28)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { رفع سمكها } قال : بناها { وأغطش ليلها } قال : أظلم ليلها .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { رفع سمكها } قال : رفع بنيانها بغير عمد { وأغطش ليلها } قال : أظلم ليلها { وأخرج ضحاها } قال : أبرزه { والأرض بعد ذلك دحاها } قال : بسطها .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { رفع سمكها } قال : رفع بنيانها { وأغطش ليلها } قال : أظلم ليلها { وأخرج ضحاها } قال : نور ضوئها { والأرض بعد ذلك دحاها } قال : بسطها { والجبال أرساها } قال : أثبتها بها أن تميد بأهلها .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وأغطش ليلها } قال : العشاء { وأخرج ضحاها } قال : الشمس .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { وأغطش ليلها } قال : أظلم ليلها { وأخرج ضحاها } قال : أخرج نهارها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { والأرض بعد ذلك دحاها } قال : مع ذلك .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رجلاً قال له : آيتان في كتاب الله تخالف إحداهما الأخرى فقال : إنما أتيت من قبل رأيك اقرأ { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } [ فصلت : 9 ] حتى بلغ { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } [ فصّلت : 41 ] وقوله : { والأرض بعد ذلك دحاها } قال : خلق الأرض قبل أن يخلق السماء ثم خلق السماء ثم دحا بعدما خلق السماء ، وإنما قوله : دحاها بسطها . وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي { والأرض بعد ذلك دحاها } قال : دحيت من مكة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في { دحاها } قال : دحيها أن أخرج منها الماء والمرعى ، وشقق فيها الأنهار ، وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام وما بينهما في يومين .