تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

خلق هلوعا : ضجورا ، .

في هذه الآية الكريمة يبيّن اللهُ تعالى حقيقة النفس البشرية عندما يمسُّها شرّ

أو خير ،

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

ولما كان من أعجب العجب أن يقبل على الدنيا أحد يسمع هذا التهديد بالعرض بين يدي الله والعقاب لمن لم يقبل على عبادته سبحانه ، بين أن ذلك لما جبله عليه سبحانه وأن الإنسان مقهور مع جبلته إلا من حفظه الله ، وذلك دال{[68354]} من كلا الطرفين على عظيم قدرته سبحانه ، قال مؤكداً لاقتضاء المقام للتأكيد لأن الإنسان لو خوف بالعرض على بعض الأمراء ما{[68355]} لابس ما يغضبه فكيف بالعزيز الحكيم القدير العليم : { إن الإنسان } أي هذا الجنس ، عبر به لما له من الأنس بنفسه والرؤية لمحاسنها والنسيان لربه ولذنبه .

ولما دعا الحال إلى بيان الجبلة الداعية إلى ما يقتضيه باختيار صاحبها على{[68356]} وجه كأنه إلجاء بياناً لسهولة الأمور عليه سبحانه بنى للمفعول قوله : { خلق هلوعاً * } أي جبل جبلة هو فيها بليغ الهلع وهو أفحش الجزع مع شدة الحرص وقلة الصبر والشح{[68357]} على المال والرغبة فيما لا ينبغي ، وعن ابن عباس رضي الله{[68358]} عنهما أنه الحريص على ما لا يحل له{[68359]} ، وروي عنه أن تفسيره ما{[68360]} بعده .


[68354]:- زيد من ظ وم.
[68355]:- من ظ وم، وفي الأصل: لما.
[68356]:- زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68357]:- من ظ وم، وفي الأصل: التشح.
[68358]:-راجع المعالم 7/ 125.
[68359]:- زيد في الأصل/ وظ: انتهى، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[68360]:- من ظ وم، وفي/ الأصل: فيما.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

قوله تعالى : { إن الإنسان خلق هلوعا 19 إذا مسه الشر جزوعا 20 وإذا مسه الخير منوعا 21 إلا المصلين 22 الذين هم على صلاتهم دائمون 23 والذين في أموالهم حق معلوم 24 للسائل والمحروم 25 والذين يصدقون بيوم الدين 26 والذين هم من عذاب ربهم مشفقون 27 إن عذاب ربهم غير مأمون 28 والذين هم لفروجهم حافظون 29 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين 30 فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون 31 والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 32 والذين هم بشهاداتهم قائمون 33 والذين هم على صلاتهم يحافظون 34 أولئك في جنات مكرمون } .

ذلك إخبار من الله عن حقيقة الإنسان في جبلته وطبعه . فهو مبنيّ على الضعف وحب النفس والشهوات . وذلك يفضي إلى الهلع والخور والأثرة والجزع إلا من استثناه الله برحمته فعصمه من طغيان الخسائس ودنيء الصفات النفسية والخلقية . وفي ذلك قال الله سبحانه : { إن الإنسان خلق هلوعا } والهلع ، أفحش الجزع{[4633]} وقد فسره الله بقوله : { إذا مسه الشر جزوعا } .


[4633]:مختار الصحاح ص 697.