تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ} (12)

{ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } من خيرٍ أو شرّ . كما جاء في سورة الزخرف 80 { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ، بلى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } .

أما كيفية حفظِهم وكتابتهم ، وهل عندَهم أوراق وأقلام ، أو هناك ألواح تُرسَم فيها الأعمال ، فلا نعلم عن ذلك شيئا ، وإنما نقول : إن قدرة الله كفيلة بأن يخلق من الطرق ما لا يَظلم به عبادَه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ} (12)

ولما أفهم الاستعلاء والتعبير بالوصف إحاطة الاطلاع على ما يبرز من الأعمال ، صرح به فقال : { يعلمون } أي على التجدد والاستمرار { ما تفعلون * } أي تجددون فعله من خير وشر بالعزم الثابت والداعية{[72061]} الصادقة سواء كان مبنياً على علم أو لا ، فكيف يكون مع هذا تكذيب بالجزاء على النقير والقطمير هل يكون إحصاء مثاقيل الذر من أعمالكم عبثاً وهل علمتم بملك يكون له رعية يتركهم هملاً فلا يحاسبهم على ما في أيديهم وما عملوه ، ولأجل تكذيبهم بالدين أكد المعنى المستلزم له{[72062]} وهو أمر الحفظة غاية التأكيد ، والتعبير بالمستقبل يدل على أنهم يعلمون كل ما انقدح في القلب وخطر في الخاطر قبل أن يفعل ، وأما ما لم يجر في النفس له{[72063]} ذكر{[72064]} فلا يعلمونه كما بينه حديث :

" ومن هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة " .


[72061]:من م، وفي الأصل و ظ: الدعية.
[72062]:زيد من ظ و م.
[72063]:وقع في الأصل بعد "ما لم يجر" والترتيب من ظ و م.
[72064]:زيد من ظ و م.