فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ} (12)

{ يعلمون } على التجدد والاستقرار { ما تفعلون } في الآية دلالة على أن الشاهد لا يشهد إلا بعد العلم لوصف الملائكة بكونهم { حافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون } فدل على أنهم يكونون عالمين بها حتى أنهم يكتبونها فإذا كتبوها يكونون عالمين عند أداء الشهادة .

قال الرازي المعنى التعجيب من حالهم كأنه قال إنكم تكذبون بيوم الدين وملائكة الله موكلون يكتبون أعمالكم حتى تحاسبوا بها يوم القيامة ونظيره قوله تعالى { عن اليمين وعن الشمال قعيد . ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } .

وفي تعظيم الكتبة بالثناء عليهم تعظيم لأمر الجزاء وأنه عند الله من جلائل الأمور فيه إنذار وتهويل للمجرمين ، ولطف للمتقين ، وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها ما أشدها من آية على الغافلين .