تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

ثم لما ذكر ما وجّههم إليه من الأدلة على وحدانيته - أمر عباده بالدعاء والتوجه إليه :

فادعوا الله مخلصين له العبادةَ ولو كره الكافرون عبادتكم . . ولن يرضوا عنكم أبدا . والدعاء عبادة ، وفي الحديث الصحيح : « ادعوا الله تباركَ وتعالى وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءَ قلبٍ غافل لاهٍ » .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

ولما كانت الآيات تثمر التذكر ، والتذكر يوجب الإخلاص للّه ، رتب الأمر على ذلك بالفاء الدالة على السببية فقال : { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة ، والإخلاص معناه : تخليص القصد للّه تعالى في جميع العبادات الواجبه والمستحبة ، حقوق الله وحقوق عباده . أي : أخلصوا للّه تعالى في كل ما تدينونه به وتتقربون به إليه .

{ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } لذلك ، فلا تبالوا بهم ، ولا يثنكم ذلك عن دينكم ، ولا تأخذكم بالله لومة لائم ، فإن الكافرين يكرهون الإخلاص لله وحده غاية الكراهة ، كما قال تعالى : { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

" فادعوا الله " أي اعبدوه " مخلصين له الدين " أي العبادة . وقيل : الطاعة . " ولو كره الكافرون " عبادة الله فلا تعبدوا أنتم غيره .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

ولما كان كل من الناس يدعي أنه لا يعدل عن الدليل ، وكان كل أحد مأموراً بالنظر في الدليل مأموراً بالإنابة لما دل عليه من التوجه إلى الله وحده ، كان ذلك سبباً في معرفة الكل التوحيد الموجب لاعتقاده القدرة التامة الموجب لاعتقاد البعث ، فكان سبباً لإخلاصهم ، فقال تعالى مسبباً عنه : { فادعوا } وصرح بالاسم الأعظم تدريباً للمخلصين على كيفية الإخلاص فقال : { الله } أي المتوحد بصفات الكمال دعاء خضوع وتعبد بعد الإنابة بعد النظر في الدليل { مخلصين له الدين } أي الأفعال التي يقع الجزاء عليها ، فمن كان يصدق بالجزاء وبأن ربه غني لا يقبل إلا خالصاً اجتهد في تصفية أعماله ، فيأتي بها في غاية الخلوص عن كل ما يمكن أن يكدر من غير شائبة شرك جلي أو خفي كما أن معبوده واحد من غير شائبة نقص .

ولما كانت مخالفة الجنس شديدة لما تدعو إليه من المخاصمة الموجبة للمشاققة الموجبة لاستطابة الموت قال تعالى : { ولو كره } أي الدعاء منكم { الكافرون * } أي الساترون لأنوار عقولهم ، والإخلاص أن يفعل العباد لربهم مثل ما فعل لهم فلا يفعلوا فعلاً من أمر أو نهي إلا لوجهه خاصة من غير غرض لأنفسهم بجلب شيء من نفع أو ضر ، وذلك لأنه سبحانه فعل لهم كل إحسان من الخلق والرزق لأنفسهم خاصة لا لغرض يعود عليه - سبحانه وما أعز شأنه - بنفع ولا ضر ، فلا يكون شكرهم له إلا بما تقدم ، لكنه لما علم سبحانه أن هذا غير مقدور لهم إلا بغاية الجهد بل لا يقدرعليه إلا الأفراد ، خفف عنهم سبحانه بأن أباح لهم العمل لأجل الرجاء في ثوابه والخوف من عقابه ، ولم يجعل ذلك قادحاً في الإخلاص ، قال الاستاذ أبو القاسم القشيري : ولولا إذنه في ذلك لما كان في العالم مخلص .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

{ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون }

{ فادعوا الله } اعبدوه { مخلصين له الدين } من الشرك { ولو كره الكافرون } إخلاصكم منه .