تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ} (75)

تفرحون : تبطرون وتسرّون .

تمرحون : تختالون من شدة الفرح .

وهذا الذي فعلنا بكم اليوم من شديد العذاب إنما هو جزاء بسبب ما كنتم تفرحون وتبطرون وتتكبرون في الأرض بغير الحق ، وما كنتم تتمتعون به وتمرحون .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ} (75)

{ ذلكم } العذاب الذي نزل بكم { بما كنتم تفرحون } بالباطل وتبطرون

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ} (75)

قوله تعالى : " ذلكم " أي ذلكم العذاب " بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق " بالمعاصي يقال لهم ذلك توبيخا . أي إنما نالكم هذا بما كنتم تظهرون في الدنيا من السرور بالمعصية وكثرة المال والأتباع والصحة . وقيل : إن فرحهم بها عندهم أنهم قالوا للرسل : نحن نعلم أنا لا نبعث ولا نعذب . وكذا قال مجاهد في قوله جل وعز : " فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم " [ غافر : 83 ] . " وبما كنتم تمرحون " قال مجاهد وغيره : أي تبطرون وتأشرون . وقد مضى في " سبحان " {[13401]} بيانه . وقال الضحاك : الفرح السرور ، والمرح العدوان . وروى خالد عن ثور عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض البذخين الفرحين ويحب كل قلب حزين ويبغض أهل بيت لحمين ويبغض كل حبر سمين{[13402]} ) فأما أهل بيت لحمين : فالذين يأكلون لحوم الناس بالغيبة . وأما الحبر السمين : فالمتحبر بعلمه ولا يخبر بعلمه الناس ، يعني المستكثر من علمه ولا ينتفع به الناس . ذكره الماوردي . وقد قيل في اللحمين : أنهم الذين يكثرون أكل اللحم ، ومنه قول عمر : اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة{[13403]} كضراوة الخمر ، ذكره المهدوي . والأول قول سفيان الثوري .


[13401]:راجع ج 10 ص 260 طبعة أولى أو ثانية.
[13402]:الحديث في النهاية " إن الله ليبغض أهل البيت اللحمين".
[13403]:الضراوة في قول عمر العادة في النفس الطلابة لأكل اللحم، وهي حال ناشئة عن الاعتياد.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ} (75)

ولما تم جواب السؤال عن التعجب من هذا الضلال ، رجع إلى خطاب الضلال فقال معظماً لما ذكر من جزائهم بأداة البعد وميم الجمع نصاً على تقريع كل منهم : { ذلكم } أي الجزاء العظيم المراتب ، الصعب المراكب ، الضخم المواكب { بما كنتم } أي دائماً { تفرحون } أي تبالغون في السرور وتستغرقون فيه وتضعفون عن حمله للإعراض عن العواقب . ولما كانت الأرض سجناً ، فهي في الحقيقة دار الأحزان ، حسن قوله : { في الأرض } أي ففعلتم فيها ضد ما وضعت له ، وزاد ذلك حسناً قوله : { بغير الحق } فأشعر أن السرور لا ينبغي إلا إذا كان مع كمال هذه الحقيقة ، وهي الثبات دائماً للمفروح به ، وذلك لا يكون إلا في الجنة { وبما } أي وبسبب ما { كنتم تمرحون * } أي تبالغون في الفرح مع الأشر والبطر والنشاط الموجب الاختيال والتبختر والخفة بعدم احتمال الفرح .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ} (75)

قوله : { ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } الإشارة عائدة إلى العذاب ؛ أي ذلك العذاب الذي حاق بكم سببه ما كنتم تفرحون به من إتيان المعاصي والسيئات وبكثرة المال والمتاع والزينة ؛ إذ كنتم لاهين غافلين عن ذكر الله وهن لقائه { وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ } من المرح وهو شدة الفرح والنشاط{[4034]} والمراد به هنا البطر والأشر .


[4034]:مختار الصحاح ص 620