البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ} (75)

ذلكم الإضلال بسبب ما كان لكم من الفرح والمرح ، { بغير الحق } : وهو الشهادة عبادة الأوثان .

وقال ابن عطية : ذلك العذاب الذي أنتم فيه مما كنتم تفرحون في الأرض بالمعاصي والكفر . انتهى .

و { تمرحون } ، قال ابن عباس : الفخر والخيلاء ؛ وقال مجاهد : الاشر والبطر ، انتهى .

فقال لهم ذلك توبيخاً أي إيماناً لكم هذا بما كنتم تظهرون في الدنيا من السرور بالمعاصي وكثرة المال والأتباع والصحة .

وقال الضحاك : الفرح والسرور ، والمرح : العدوان ، وفي الحديث : « إن الله يبغض البذخين الفرحين ويحب كل قلب حزين » وتفرحون وتمرحون من باب تجنيس التحريف المذكور في علم البديع ، وهو أن يكون الحرف فرقاً بين الكلمتين .