{ ليقولون ، ولد الله وإنهم لكاذبون } في قولهم إن لله ولدا وهو الذي لا يلد ولا يولد . و " إن " بعد " ألا " مكسورة ؛ لأنها مبتدأة . وحكى سيبويه أنها تكون بعد أما مفتوح أو مكسورة ، فالفتح على أن تكون أما بمعنى حقا ، والكسر على أن تكون أما بمعنى ألا . النحاس : وسمعت علي بن سليمان يقول يجوز فتحها بعد ألا تشبيها بأما ، وأما في الآية فلا يجوز إلا كسرها ؛ لأن بعدها الرفع . وتمام الكلام " كاذبون } .
عدل عن مظهر العظمة إلى إسم الجلالة العلم على الذات الجامعة لجميع الصفات إشارة إلى أن كل صفة من صفاته ونعت من نعوته يأبى الولدية فقال : { ولد الله } أي وجد له - وهو المحيط بصفات الكمال - ولد وهم على صفة الأنوثة أي أتى بالولد ، فولد فعل ماض والجلالة فاعل ، وقرىء شاذاً برفع " ولد " على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وجر الجلالة بالإضافة ، والولد فعل بمعنى مفعول كالقبض ، فلذلك يخبر به عن المفرد وغيره والمؤنث وغيره .
ولما أتى سبحانه بالاسم الأعظم إشارة إلى عظيم تعاليه عن ذلك ، صرح به في قوله دالاً على الثبوت مؤكداً لأجل دعواهم أنهم صادقون : { وإنهم لكاذبون }
قوله : { أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ( 151 ) وَلَدَ اللَّهُ } الإفك : أسوأ الكذب . فقد قالوا ظلما وزروا واجترؤوا على التَّقَوُّل بأشنع افتراء وكذب ، إذ قالوا إنّ لِلّهِ ولدا . والله عز وعلا لا يلد ولا يولد . وهو سبحانه منزَّه عن هذه النقائص { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } فيما قالوه وافتروه . وبذلك حُسِبَت على هؤلاء المشركين ثلاثة افتراءات على الملائكة ، كل واحد منها يصمهم بالكفر الشنيع والخلود في النار . أما الأول : فهو أنهم جعلوا الملائكة بنات الله فجعلوا لله ولدا ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا .
وأما الثاني : فهو أنهم جعلوا ذلك الولد أنثى . وأما الثالث : فهو أنهم عبدوهم من دون الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.