البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (152)

ولما كان هذا فاحشاً قال : { وإنهم لكاذبون } .

واحتمل أن تخص هذه الجملة بقولهم ولد الله ، ويكون تأكيد لقوله : { من إفكهم } ، واحتمل أن يعم هذا القول .

فإن قلت : لم قال : { وهم شاهدون } ، فخص علمهم بالمشاهدة ؟ قلت : ما هو إلا استهزاء وتجهيل كقوله : { أشهدوا خلقهم } وذلك أنهم كما لم يعلموا ذلك بطريق المشاهدة ، لم يعلموه بخلق الله علمه في قلوبهم ولا بإخبار صادق ، لا بطريق استدلال ولا نظر .

ويجوز أن يكون المعنى أنهم يقولون ذلك ، كالقائل قولاً عن ثلج صدر وطمأنينة نفس لإفراط جهلهم ، كأنهم قد شاهدوا خلقه .

وقرأ : { ولد الله } : أي الملائكة ولده ، والولد فعل بمعنى مفعول يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث .

تقول : هذه ولدي ، وهؤلاء ولدي . انتهى .