إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (152)

وقوله تعالى : { أَلاَ إِنَّهُم منْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ الله } استئناف من جهته غيرُ داخلٍ تحت الأمر بالاستفتاء مسوقٌ لإبطالِ أصل مذهبِهم الفاسدِ ببيان أنَّ مبناهُ ليس إلاَّ الإفكُ الصَّريحُ والافتراء القبيحُ من غير أنْ يكونَ لهم دليلٌ أو شبهة قطعاً { وَإِنَّهُمْ لكاذبون } في قولِهم ذلك كَذِباً بيِّناً لا ريبَ فيه . وقرئ ولدُ الله على أنه خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ أي الملائكةُ ولدُه تعالَى عن ذلك عُلوَّاً كبيراً فإنَّ الولدَ فعل بمعنى مفعولٍ يستوِي فيه الواحدُ والجمعُ والمذكَّرُ والمؤنَّثُ