" وأقبل بعضهم على بعض " يعني الرؤساء والأتباع " يتساءلون " يتخاصمون . ويقال لا يتساءلون فسقطت لا . النحاس : وإنما غلط الجاهل باللغة فتوهم أن هذا من قوله : " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " [ المؤمنون : 101 ] إنما هو لا يتساءلون بالأرحام ، فيقول أحدهم : أسألك بالرحم الذي بيني وبينك لما نفعتني ، أو أسقطت لي حقا لك علي ، أو وهبت لي حسنة . وهذا بين ؛ لأن قبله " فلا أنساب بينهم " [ المؤمنون : 101 ] . أي ليس ينتفعون بالأنساب التي بينهم ، كما جاء في الحديث : ( إن الرجل ليسر بأن يصبح له على أبيه أو على ابنه حق فيأخذه منه لأنها الحسنات والسيئات ) ، وفي حديث آخر : ( رحم الله امرأ كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فأتاه فاستحله قبل أن يطالبه به فيأخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنات زيد عليه من سيئات المطالب ) . و " يتساءلون " ها هنا إنما هو أن يسأل بعضهم بعضا ويوبخه في أنه أضله أو فتح بابا من المعصية .
ولما أخبر بأنهم سئلوا فلم يجيبوا ، كان ربما ظن أنهم أخرسوا فنبه على أنهم يتكلمون بما يزيد نكدهم ، فقال عاطفاً على قوله { وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين } إشارة إلى إقبالهم على الخصام ، حين تمام القيام ، والأخذ في تحريك الأقدام ، بالسير على هيئة الاجتماع والازدحام ، إلى مواطن النكد والاغتمام ، ولم يعطفه بالفاء لأنه ليس مسبباً عن القيام ، ولا عن الإيقاف للسؤال ، بخلاف ما يأتي عن أهل الجنة : { وأقبل بعضهم } أي الذين ظلموا { على بعض } أي بعد إيقافهم وتوبيخهم ، وعبر عن خصامهم تهكماً بهم بقوله : { يتساءلون * } أي سؤال خصومة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.