الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

قوله تعالى : ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ) : قيل : أم لهم هذا فيمنعوا محمدا عليه السلام مما أنعم الله عز وجل به عليه من النبوة . و " أم " قد ترد بمعنى التقريع إذا كان الكلام متصلا بكلام قبله ، كقوله تعالى : ( الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه ) [ السجدة : 1 ] وقد قيل إن قوله : ( أم عندهم خزائن رحمة ربك ) متصل بقول : ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ) [ ص : 4 ] فالمعنى أن الله عز وجل يرسل من يشاء ؛ لأن خزائن السموات والأرض له : ( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَحۡمَةِ رَبِّكَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡوَهَّابِ} (9)

{ أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب } : هذا رد عليهم فيما أنكروا من اختصاص محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة ، والمعنى أنهم ليس عندهم خزائن رحمة الله حتى يعطوا النبوة من شاؤوا ، ويمنعوا من شاؤوا بل يعطيها الله لمن يشاء ثم وصف نفسه بالعزيز الوهاب ، لأن العزيز يفعل ما يشاء ، والوهاب ينعم على من يشاء فلا حجة لهم فيما أنكروا .