الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَٰهِيمَ} (69)

قوله تعالى : " واتل عليهم نبأ إبراهيم " نبه المشركين على فرط جهلهم إذ رغبوا عن اعتقاد إبراهيم ودينه وهو أبوهم . والنبأ الخبر ، أي أقصص عليهم يا محمد خبره وحديثه وعيبه على قومه ما يعبدون . وإنما قال ذلك ملزما لهم الحجة . والجمهور من القراء على تخفيف الهمزة الثانية وهو أحسن الوجوه ؛ لأنهم قد أجمعوا على تخفيف الثانية من كلمة واحدة نحم آدم . وإن شئت حققتهما فقلت : " نبأ إبراهيم " . وإن شئت خففتهما فقلت : " نبا إبراهيم " . وإن شئت خففت الأولى . وثم وجه خامس إلا أنه بعيد في العربية ، وهو أن يدغم الهمزة في الهمزة كما يقال رأَّاس للذي يبيع الرؤوس . وإنما بعد لأنك تجمع بين همزتين كأنهما في كلمة واحدة ، وحسن في فعال ؛ لأنه لا يأتي إلا مدغما .