نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَٰهِيمَ} (69)

ولما أتم سبحانه ما أراد من قصة موسى عليه السلام ، أتبعه دلالة على رحيميته قصة إبراهيم عليه السلام لما تقدم أنه شاركه فيه مما يسلي عما وقع ذكره عنهم من التعنتات في الفرقان ، ولما اختص به من مقارعة أبيه وقومه في الأوثان ، وهو أعظم آباء العرب ، ليكون ذلك حاملاً لهم على تقليده في التوحيد إن كانوا لا ينفكون عن التقليد ، وزاجراً عن استعظام تسفيه آبائهم في عبادتها ، وتعبيره سبحانه للسياق قبل وبعد ، وتعبيره بقوله : { واتل } أي اقرأ قراءة متتابعة - مرجح للتقدير الأول في { وإذ } من جعله " اذكر " وتغييره في التعبير بها لسياق ما تقدم وما تأخر لتنبيه العرب على اتباعه لما لهم به من الخصوصية { عليهم } أي على هؤلاء المغترين بالأوثان ، المنكرين لرسالة البشر { نبأ إبراهيم* } أي خبره العظيم في مثل ذلك