لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

قوله جلّ ذكره : { فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } .

" لا " صلة والمعنى : أُقْسِم ؛ كأنه قال : أقسم بجميع الأشياء ، لأنه لا ثالثَ لما يبصرون وما لا يبصرون . وجوابُ القَسَم :

{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

فلا أقسِم : معناها ، فأُقسِم .

بما تبصرون : بما تشاهدون من المخلوقات وما في هذا الكون العجيب .

بعد هذه الجولةِ مع الجاحدين وما ينتظرُهم من عذاب في ذلك اليوم الشديد الهول ، يعود الكتابُ ليؤكّد أن ما يتلوه الرسولُ الكريم هو القرآنُ الكريم من عندِ ربّ العالمين ، وأن الأمر لا يحتاج إلى قَسَم أنه حقٌ ، صادرٌ عن الحق ، وأنه ليس شعرَ شاعرٍ ، ولا كهانةَ كاهنٍ ، ولا افتراءَ مفترٍ ، فما هو بحاجة إلى توكيدِ يمين .

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } .

تكرر هذا التعبيرُ { لاَ أُقْسِمُ } في القرآن الكريم ، وهو يمين عظيم . وهو كما يقول المتأكد من أمرٍ من الأمور : لا حاجة إلى اليمين عليه . . . . .

لقد حارتْ قريش في أمرِ الرسولِ الكريم ، وتبلبلت آراء زعمائها في ما يتلوه عليهم ، فقال بعضُهم إنه كاهن ، وقال بعضُهم إنه مجنون ، وقال بعضهم إنه شاعر ، وقال بعضهم إنه ساحر . . ولم يستقرّ رأيهم على شيء ، حتى إن أكبرَ أعدائه - وهو النضر بن الحارث من بني عبد الدار ، صاحبُ لواء قريش يوم بدر - قال مسفّهاً هذه الآراء كلها بقوله : « يا معشرَ قريش ، إنه واللهِ قد نزل بكم أمر ما أتيتم به بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاماً حَدَثا ، أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صِدغيه الشَّيب ، وجاءكم بما جاءكم به قلتم : ساحرٌّ لا واللهِ ، ما هو بساحر . لقد رأينا السحرةَ ونَفَثْهم وعقدهم . وقلتم كاهن ! لا واللهِ ما هو بكاهن . قد رأينا الكهنةَ وتخالُجَهم ، وسمعنا سجعهم . وقلتم شاعر ! لا واللهِ ما هو بشاعر . قد رأينا الشِعر ، وسمعنا أصنافه كلَّها : هَزَجَه وَرجَزه . وقلتم مجنون ! لقد رأينا الجنون فما هو كذلك . يا معشر قريش ، فانظروا في شأنكم ، فإنه واللهِ قد نزل بكم أمر عظيم . . . . . » .

أُقسِم بما تشاهدون من هذا الكون العجيب وما فيه حولَكم من مخلوقات .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

{ 38 - 52 } { فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }

أقسم تعالى بما يبصر الخلق من جميع الأشياء وما لا يبصرونه .