لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

قوله جل جلاله : { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .

شَرْطُ الدعاء تقديم المعرفة لتعرفَ من الذي تدعوه ، ثم تدعو بما تحتاج إليه مِمَّا لا بُدَّ لك منه ، ثم تنظر هل أعطاكَ ما تطلب وأنت لا تدري ؟ والواجبُ ألا تطلب شيئاً تكون فيه مخالفةٌ لأمره ، وأن تتباعد عن سؤالك الأشياء الدَّنِيَّة والدنيوية ، وأن ترضى بما يختاره لك مولاك . ومن الإخلاص في الدعاء ألا ترى الإجابة إلاّ منه ، وألا ترى لنفسك استحقاقاً إلا بفضله ، وأن تعلم أنه إن بقيت سؤالك عن مطلوبك -الذي هو حَظُّكَ- لا تَبْق عن عبادة ربِّك - التي هي حَقُّه " فإنَّ الدعاء مُخُّ العبادة " ومن الإخلاص في الدعاء أن تكون في حال الاضطرار لما لا يكون ابتداؤه جُرْماً لك ، وتكون ضرورتُك لسراية جنايتك .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

ثم لما ذكر ما وجّههم إليه من الأدلة على وحدانيته - أمر عباده بالدعاء والتوجه إليه :

فادعوا الله مخلصين له العبادةَ ولو كره الكافرون عبادتكم . . ولن يرضوا عنكم أبدا . والدعاء عبادة ، وفي الحديث الصحيح : « ادعوا الله تباركَ وتعالى وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءَ قلبٍ غافل لاهٍ » .