( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) . .
وترسم هذه الآية مشهد التدمير الذي أصاب القرية وأهلها جميعا - إلا لوطا وأهله المؤمنين - وقد كان هذا التدمير بأمطار وأحجار ملوثة بالطين . ويغلب أنها ظاهرة بركاينة قلبت المدينة وابتلعتها ؛ وأمطرت عليها هذا المطر الذي يصاحب البراكين .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا}، يعني عذابا، {من السماء} على قرى لوط، يعني الخسف والحصب، {بما كانوا يفسقون} يعني: يعصون.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الرسل للوط "إنّا مُنْزِلُونَ "يا لُوط "عَلى أهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ" سَدُوم "رِجْزا مِنَ السّماءِ" يعني عذابا...
وقوله: "بِمَا كانُوا يَفْسُقُونَ" يقول: بما كانوا يأتون من معصية الله، ويركبون من الفاحشة.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء}... والرجز اسم كل عذاب فيه شدة.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"بما كانوا يفسقون" ويخرجون من طاعة الله إلى معصيته.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
الرجز والرجس: العذاب، من قولهم: ارتجز وارتجس إذا اضطرب، لما يلحق المعذب من القلق والاضطراب.
ثم إنهم بعد بشارة لوط بالتنجية ذكروا أنهم منزلون على أهل هذه القرية العذاب فقالوا: {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء} واختلفوا في ذلك، فقال بعضهم حجارة وقيل نار وقيل خسف، وعلى هذا فلا يكون عينه من السماء وإنما يكون الأمر بالخسف من السماء أو القضاء به من السماء، ثم اعلم أن كلام الملائكة مع لوط جرى على نمط كلامهم مع إبراهيم قدموا البشارة على الإنذار حيث قالوا: {إنا منجوك} ثم قالوا: {إنا منزلون على أهل هذه القرية} ولم يعللوا التنجية، فما قالوا إنا منجوك لأنك نبي أو عابد، وعللوا الإهلاك بقولهم: {بما كانوا يفسقون} وقالوا بما كانوا، كما قالوا هناك: {إن أهلها كانوا ظالمين}.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما أفهمت العبارة كما مضى إهلاكهم، صرحوا به فقالوا معينين لنوعه، معللين لما أخبروه به، مؤكدين إعلاماً بأن الأمر قد فرغ منه قطعاً لأن يشفع فيهم، جرياً على عادة الأنبياء في الشفقة على أممهم: {إنا منزلون} أي لا محالة {على أهل هذه القرية رجزاً} أي عذاباً يكون فيه اضطراب شديد يضطرب منه من أصابه كائناً من كان {من السماء} فهو عظيم وقعه، شديد صدعه {بما كانوا} أي كوناً راسخاً {يفسقون} أي يخرجون في كل وقت من دائرة العقل والحياء.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وبعد هذا، ولكي تتضح خطة عملهم في شأن عاقبة هؤلاء القوم المنحرفين أكثر، أضافوا: (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون).
والمراد بالقرية هي «سدوم» وما جاورها من القرى والمدن التي كان يسكنها قوم لوط...
والمراد من «الرجز» هنا هو العذاب، ومعناه الأصلي الاضطراب، ثمّ عبروا عن كل شيء يوجب الاضطراب بالرجز، ولذلك استعمل العرب كلمة الرجز في كثير من المعاني كالبلايا الشديدة، والطاعون أو البرد، والأصنام، ووساوس الشيطان، والعذاب الإلهي.. الخ.
وجملة (بما كانوا يفسقون) هي سبب عقابهم الشديد، لأنّهم لم يطيعوا الله، والتعبير بالفعل المضارع «يفسقون» دليل على استمرارهم ودوامهم على العمل القبيح!.
وهذا التعبير يبيّن هذه الحقيقة، وهي لو أن أُولئك لم يستمروا على الذنب، وكانوا يتوبون ويعودون إلى طريق الحق والتقوى، لم يبتلوا بمثل هذا العذاب وكانت ذنوبهم الماضية مغفورة.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.