فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (34)

{ رجزا } عذابا يزعجهم .

{ يفسقون } يخرجون على حدود الله .

{ آية بينة } علامة واضحة ، وبرهانا ظاهرا ، وعبرة لا تخفى على عاقل .

{ إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء } إنا أرسلنا بعذاب آتيهم من السماء يذهلهم ويجعلهم نكالا ومثلا ، فالمدن التي يسكنون ستغدو مع شروق الشمس منقلبات ، وسنرسل على أهلها- من كان وقتئذ فيها ومن كان خارجها- بحجارة من طين )مسومة عند ربك للمسرفين( {[3225]} ، وهل يحيق المكر السيء إلا بأهله ؟ وهل يحل العذاب البئيس المهين إلا بالقوم الفاسقين ، الخارجين على حدود رب العالمين ؟ ! ولقد تركنا من هذه البطشة الكبرى ، ومن القرى التي أمطرت مطر السوء علامة واضحة ، وعبرة بالغة لمن يعمل عقله ، ويتفكر ويستبصر .

نقل عن ابن عباس : هي آثار ديارها الخربة ، وعن مجاهد : هي الماء الأسود على وجه الأرض ، لعل مما يشهد لهذا قول الله جل علاه : )وإنها لبسبيل مقيم( {[3226]} وقوله تبارك اسمه : ) وإنكم لتمرون عليهم مصبحين . وبالليل أفلا تعقلون( {[3227]}


[3225]:سورة الذاريات. الآية 34.
[3226]:سورة الحجر. الآية 76.
[3227]:سورة الصافات. الآيتان: 137، 138.