في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةٗ يَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (19)

18

( ومغانم كثيرة يأخذونها ) . . إما مع الفتح إن كان المقصود هو فتح خيبر . وإما تاليا له ، إن كان الفتح هو هذا الصلح ، الذي تفرغ به المسلمون لفتوح شتى .

( وكان الله عزيزا حكيما ) . . وهو تعقيب مناسب للآيات قبله . ففي الرضى والفتح والوعد بالغنائم تتجلى القوة والقدرة ، كما تتجلى الحكمة والتدبير . وبهما يتم تحقيق الوعد الإلهي الكريم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةٗ يَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (19)

والمغانم الكثيرة : فتح خيبر . وقرأ يعقوب في رواية رويس : «تأخذونها » على مخاطبتهم بالتاء من فوق . وقرأ الجمهور : «يأخذونها » على الغيبة .

واختلف في عدة المبايعين فقيل : ألف وخمسمائة ، قاله قتادة ، وقيل : وأربعمائة قاله جابر بن عبد الله ، وقيل : وخمسمائة وخمسة وعشرون ، قاله ابن عباس ، وقيل : وثلاثمائة قاله ابن أبي أوفى ، وقيل غير هذا مما ذكرناه من قبل ، وأول من بايع في ذلك رجل من بني أسد يقال له أبو سنان بن وهب قاله الشعبي .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةٗ يَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (19)

والمغانم الكثيرة المذكورة هنا هي : مغانم أرض خيبر والأنعام والمتاع والحوائط فوصفت ب { كثيرة } لتعدّد أنواعها وهي أول المغانم التي كانت فيها الحوائط .

وفائدة وصف المغانم بجملة { يأخذونها } تحقيق حصول فائدة هذا الوعد لجميع أهل البيعة قبل أن يقع بالفعل ففيه زيادة تحقيق لكون الفتح قريباً وبشارةٌ لهم بأنهم لا يهلك منهم أحد قبل رؤية هذا الفتح .

وجملة { وكان اللَّه عزيزاً حكيماً } معترضة ، وهي مفيدة تذييل لجملة { وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها } لأن تيسير الفتح لهم وما حصل لهم فيه من المغانم الكثيرة من أثر عزة الله التي لا يتعاصى عليها شيء صعب ، ومن أثر حكمته في ترتيب المسببات على أسبابها في حالة ليظن الرائي أنها لا تيسّر فيها أمثالها .