اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةٗ يَأۡخُذُونَهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (19)

وقوله : { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً } أي وآتاهم مَغَانِمَ أو أثابهم مغانم . وإنما قدر الخطاب والغيبة لأنه يقرأ : «يَأخُذُونَهَا » بالغيبة ، وهي قراءة العامة ، و«تَأخُذُونَهَا » بالخطاب وهي قراءة الأعمش وطَلْحَةَ ونافعٍ في رواية سِقْلاَبٍ{[51746]} .

فصل

قيل : المراد بالمغانم الكثيرة مغانم خيبر ، وكانت خيبر ذاتَ عَقَار وأموال فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم .

وقيل : مغانم هجر .

{ وَكَان الله عَزِيزا } كامل القدرة غنياً عن إعانتكم إياه «حَكِيماً » حيث جعل هلاك أعدائه على أيديكم ليثيبكم عليه ، أو لأن في ذلك كان إعزاز قوم وإذلالَ لآخرين فقال : يُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ بِعِزَّتِهِ ، ويعز من يشاء بِحِكْمَتِهِ .


[51746]:والأنطاكي عن أبي جعفر ورويس عن يعقوب. وهي شاذة. انظر البحر 8/96.