ومن سكرة الموت ، إلى وهلة الحشر ، وهول الحساب :
( ونفخ في الصور . ذلك يوم الوعيد . وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد . لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك ، فبصرك اليوم حديد . وقال قرينه : هذا ما لدي عتيد . ألقيا في جهنم كل كفار عنيد . مناع للخير معتد مريب . الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد . قال قرينه : ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد . قال : لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد . ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) . .
وهو مشهد يكفي استحضاره في النفس لتقضي رحلتها كلها على الأرض في توجس وحذر وارتقاب . وقد قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : " كيف أنعم ، وصاحب القرن قد التقم القرن ، وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له ? " " قالوا : يا رسول الله ، كيف نقول ? قال [ صلى الله عليه وسلم ] : " قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل " . فقال القوم : حسبنا الله ونعم الوكيل " . .
عطف على { وجاءت سكرة الموت بالحق } [ ق : 19 ] على تفسير الجمهور . فأما على تفسير الفخر فالجملة مستأنفة وصيغة المضيّ في قوله : { ونُفِخ } مستعملة في معنى المضارع ، أي ينفخ في الصور فصيغ له المضي لتحقق وقوعه مثل قوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } [ النحل : 1 ] ، والمشار إليه بذلك في قوله : { ذلك يوم الوعيد } إذ أن ذلك الزمان الذي نفخ في الصور عنده هو يوم الوعيد .
والنفخ في الصور تقدم القول فيه عند قوله تعالى : { وله الملك يوم ينفخ في الصور } في سورة الأنعام ( 73 ) .
وجملة { ذلك يوم الوعيد } معترضة . والإشارة في قوله : { ذلك يوم الوعيد } راجعة إلى النفع المأخوذ من فعل { ونُفخ في الصور } . والإخبار عن النفخ بأنه { يوم الوعيد } بتقدير مضاف ، أي ذلك حلول يوم الوعيد . وإضافة { يوم } إلى { الوعيد } من إضافة الشيء إلى ما يقع فيه ، أي يوم حصول الوعيد الذي كانوا تُوعِدوا به ، والاقتصار على ذكر الوعيد لما علمت من أن المقصود الأول من هذه الآية هم المشركون . وفي الكلام اكتفاء ، تقديره : ويوم الوعْد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.