في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ} (44)

26

( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )

فهؤلاء الغاوون صنوف ودرجات . والغواية ألوان وأشكال . ولكل باب منهم جزء مقسوم ، بحسب ما يكونون وما يعملون .

وينتهي المشهد وقد وصل السياق بالقصة إلى نقطة التركيز وموضع العبرة . ووضح كيف يسلك الشيطان طريقه إلى النفوس . وكيف تغلب خصائص الطين في الإنسان على خصائص النفخة . فأما من يتصل بالله ويحتفظ بنفخة روحه فلا سلطان عليه للشيطان . .

/خ48

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ} (44)

وقوله { لها سبعة أبواب } قيل إن النار بجملتها سبعة أطباق أعلاها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم وفيه أبو جهل ، ثم الهاوية ، وإن في كل طبق منها باباً ، فالأبواب على هذا بعضها فوق بعض ، وعبر في هذه الآية عن النار جملة ب { جهنم } إذ هي أشهر منازلها وأولها وهي موضع عصاة المؤمنين الذين لا يخلدون ، ولهذا روي أن جهنم تخرب وتبلى ، وقيل إن النار أطباق كما ذكرنا لكن «الأبواب السبعة » كلها في جهنم على خط استواء ، ثم ينزل من كل باب إلى طبقة الذي يفضى إليه .

قال القاضي أبو محمد : واختصرت ما ذكر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب وفي هواء النار ، وفي كيفية الحال إذ هي أقوال أكثرها لا يستند ، وهي في حيز الجائز ، والقدرة أعظم منها ، عافانا الله من ناره وتغمدنا برحمته بمنه . وقرأ الجمهور «جزء » بهمز ، وقرأ ابن شهاب «جزُء » بضم الزاي{[7175]} ، وقرأت فرقة «جزّ » بشد الزاي دون همز وهي قراءة ابن القعقاع{[7176]} .


[7175]:قال أبو حيان في البحر: "لعله تصحيف من الناسخ، لأني وجدت في التحرير: و قرأ ابن وثاب بضمها مهموزا" فهي قراءة ابن وثاب لا ابن شهاب.
[7176]:وجهه أنه حذف الهمزة، وألقى حركتها على الزاي، ووقف بالتشديد، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف.