في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

36

ويربط القرآن بين هذا الذكر وبين الأوقات والأحوال التي يمر بها الإنسان ، لتكون الأوقات والأحوال مذكرة بذكر الله ومنبهة إلى الاتصال به حتى لا يغفل القلب ولا ينسى :

( وسبحوه بكرة وأصيلا ) . .

وفي البكرة والأصيل خاصة ما يستجيش القلوب إلى الاتصال بالله ، مغير الأحوال ، ومبدل الظلال ؛ وهو باق لا يتغير ولا يتبدل ، ولا يحول ولا يزول . وكل شيء سواه يتغير ويتبدل ، ويدركه التحول والزوال

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

قوله تعالى : { وسبحوه } أي : صلوا له ، { بكرة } يعني : صلاة الصبح ، { وأصيلاً } يعني : صلاة العصر . وقال الكلبي : وأصيلاً صلاة الظهر والعصر والعشاءين . وقال مجاهد : يعني : قولوا سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فعبر بالتسبيح عن أخواته . وقيل : المراد من قوله : { ذكراً كثيراً } هذه الكلمات يقولها الطاهر والجنب والمحدث .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا} (42)

أي اشغلوا ألسنتكم في معظم أحوالكم بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير . قال مجاهد : وهذه كلمات يقولهن الطاهر والمحدث والجنب . وقيل : ادعوه . قال جرير :

فلا تنس تسبيح الضحى إن يوسفًا *** دعا ربه فاختاره حين سبَّحَا

وقيل : المراد صلوا لله بكرة وأصيلا ، والصلاة تسمى تسبيحا . وخص الفجر والمغرب والعشاء بالذكر ؛ لأنها أحق بالتحريض عليها ، لاتصالها بأطراف الليل{[12844]} . وقال قتادة والطبري : الإشارة إلى صلاة الغداة وصلاة العصر . والأصيل : العشي وجمعه أصائل . والأصل بمعنى الأصيل ، وجمعه آصال ، قاله المبرد . وقال غيره : أصل جمع أصيل ، كرغيف ورغف . وقد تقدم{[12845]} .

مسألة : هذه الآية مدنية ، فلا تعلق بها لمن زعم أن الصلاة إنما فرضت أولا صلاتين ، في طرفي النهار . والرواية بذلك ضعيفة فلا التفات إليها ولا معول عليها . وقد مضى الكلام في كيفية فرض الصلاة وما للعلماء في ذلك في " الإسراء " {[12846]} والحمد لله .


[12844]:في ك:" بأطراف النهار".
[12845]:راجع ج 7 ص 355.
[12846]:راجع ج 10 ص 210.