في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (6)

وينتهي هذا المطلع بحركة لطيفة من حركات القدرة في مجال الكون ، وفي أطواء الضمير :

( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل . وهو عليم بذات الصدور ) . . .

ودخول الليل في النهار ، ودخول النهار في الليل ، حركة دائبة ، وهي في الوقت ذاته حركة لطيفة سواء كان المعنى طول الليل وأخذه من النهار ، وطول النهار وأخذه من الليل ؛ أو كان المعنى مجرد تداخل الليل في النهار عند الغروب ، وتداخل النهار في الليل عند الشروق . . ومثل هذه الحركة في خفائها ولطفها ، حركة العلم بذات الصدور . وذات الصدور هي الأسرار المصاحبة لها ، التي لا تفارقها ولا تبرحها !

والشعور بيد الله تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ، في لطف ؛ ينشئ في القلب حالة من التأمل

الرفيق ، والحساسية الشفيفة . كالشعور بعلم الله يتلطف في الاطلاع على ذات الصدور ، الساكنة في خبايا الصدور !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (6)

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (6)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (6)

" يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل " تقدم في " آل عمران{[14699]} " . " وهو عليم بذات الصدور " أي لا تخفى عليه الضمائر ، ومن كان بهذه الصفة فلا يجوز أن يعبد من سواه .


[14699]:راجع جـ 4 ص 56.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (6)

ودل على هذا الإبداء والإفناء بأبدع الأمور وأروقها فقال : { يولج } أي يدخل ويغيب بالنقص والمحو { الّيل في النهار } فإذا قد قصر بعد طوله ، وقد انمحى بعد تشخصه وحلوله ، فملأ الضياء الأقطار بعد ذلك الظلام { ويولج النهار } الذي عم الكون ضياؤه وأناره لألاؤه { في الّيل } الذي قد كان غاب في علمه ، فإذا الظالم قد طبق الآفاق ، والطول{[62388]} ، الذي كان{[62389]} له قد صار نقصاً .

ولما كان في هذا إظهار أخفى الأشياء{[62390]} حتى يصير في غاية الجلاء ، أتبعه علم ما هو عند الناس أخفى ما يكون فقال : { وهو } أي وحده { عليم } أي بالغ العلم { بذات الصدور * } أي ما يصحبها فتخفيه فلا يخرج منها الهمزات على مدى الأيام على كثرة اختلافها وتغيرها وإن خفيت على أصحابها .


[62388]:- في ظ: الطلول.
[62389]:- زيد من ظ.
[62390]:- من ظ، وفي الأصل: الأسباب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (6)

قوله : { يولج الليل في النهار } أي يدخل الليل في النهار بأن يأخذ من وقت الليل ويجعله في النهار ليزداد بقدر ما أخذ من الليل { ويولج النهار في الليل } أي يدخل النهار في الليل بأن يأخذ من وقت النهار ويجعله في الليل ليزداد بقدر ما أخذ من النهار . فهو بذلك يأخذ من هذا ليجعله في الآخر ، وينقص من هذا ليزداد به هذا . وبذلك يطول الليل تارة ويقصر النهار ، وتارة أخرى يقصر الليل ويطول النهار ، وتارة يعتدلان . وهو سبحانه يقلب الليل والنهار ، ويدبر شؤون خلقه بحكمته وإرادته { وهو عليم بذات الصدور } الله علام الغيوب وهو سبحانه أعلم بالأستار والأسرار وما تكنه القلوب من المقاصد والطوايا{[4456]} .


[4456]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 305 وتفسير النفسي جـ 4 ص 223.