في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ هَلۡ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ} (54)

وبينما هو ماض في قصته يعرضها في سمره مع إخوانه ، يخطر له أن يتفقد صاحبه وقرينه ذاك ليعرف مصيره . وهو يعرف بطبيعة الحال أنه قد صار إلى الجحيم . فيتطلع ويدعو إخوانه إلى التطلع معه :

قال : ( هل أنتم مطلعون ) ?

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ هَلۡ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ} (54)

ولما كان هذا المقال سبباً لعظيم تشوف السامع إلى ما يكون بعده ، وكان أهل الجنة من علو المكان والمكانة وصحة الأجسام وقوة التركيب ونفوذ الأبصار بحيث ينظرون ما شاؤوا من النار وغيرها مما دونهم متى شاؤوا ، استانف قوله مشيراً إلى أن حاله هذا معلم أنه من أهل النار : { قال } أي هذا القائل لشربه هؤلاء الذين هم كما قال بعضهم في موشح :

رب شرب كالعقد قد نظموا *** في ثياب طرازها الكرم

فاغتنمت الهنا كما اغتنموا *** وظننت الكؤوس بينهمو

أنجماً في سما الهناء ترى *** كل نجم يغيب في بدر

{ هل أنتم مطلعون * } أي شافون قلبي بأن تتركوا ما أنتم فيه من تمام اللذة وتكلفوا أنفسكم النظر معي في النار لتسروني بذلك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَالَ هَلۡ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ} (54)

قوله : { قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ } قائل ذلك هو الذي كان له قرين ، قال لجلسائه وهم يتحادثون في الجنة { هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ } أي على أهل النار لأريكم ذلك القرين الغويّ المضل وهو يذوق العذاب في الجحيم . والمراد من حديثه لجلسائه بذلك إيناسهم ، وإشعارا برحمة الله بهم وفضله عليهم ، إذ أنجاهم من النار وأدخلهم الجنة .