( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات . أولئك لهم مغفرة ورزق كريم . والذين سعوا في آياتنا معاجزين ، أولئك لهم عذاب من رجز أليم ) . .
فهناك حكمة وقصد وتدبير . وهناك تقدير في الخلق لتحقيق الجزاء الحق للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وللذين سعوا في آيات الله معاجزين . .
فأما الذين آمنوا وحققوا إيمانهم بالعمل الصالح فلهم( مغفرة )لما يقع منهم من خطايا ولهم ( رزق كريم )والرزق يجيء ذكره كثيراً في هذه السورة ، فناسب أن يعبر عن نعيم الآخرة بهذا الوصف ، وهو رزق من رزق الله على كل حال .
ثم بين علة ذلك كله دليلاً على صدق القسم بما ختمت به الأحزاب من حكمة عرض الأمانة مما لا يمتري{[56363]} ذو عقل ولو قل في صحته{[56364]} ، وأنه لا يجوز في الحكمة أن يفعل غيره فقال : { ليجزي الذين آمنوا } أي فإنه ما خلق الأكوان إلا لأجل الإنسان ، فلا يجوز ان يدعه بغير جزاء : { وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات } .
ولما التفت السامع إلى معرفة جزائهم ، أورده تعظيماً لشأنه ، جواباً للسؤال مشيراً{[56365]} إليه بما دل{[56366]} على علو رتبته بعلو رتبة أهله : { أولئك } أي العالو الرتبة { لهم مغفرة } أي لزلاتهم أو هفواتهم{[56367]} لأن الإنسان المبني على النقصان لا يقدرأن يقدر العظيم السلطان حق قدره { ورزق كريم * } أي جليل عزيز دائم لذيذ نافع شهي ، لا كدر فيه بوجه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.