تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِّيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (4)

الآية4 وقوله تعالى : { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم } المغفرة ، هي التغطية والسّتر .

ثم يكون السّتر بوجهين :

أحدهما : يستُر على المؤمن الزّلات نفسها ألا تُذكر .

والثاني : يستر بالجزاء الحسن ، إذا لم يُجز الزّلات .

هذا للمؤمنين يستر عليهم الزلات مرة بترك ذِكرها ومرة بترك الجزاء عليها وأما الكافر فإنه إذا جُزي على سيئة فقد [ أظهرت ، وأُفشيت ]{[16898]} ولم تُستر عليه .

[ ويحتمل ]{[16899]} أن يكون قوله : { أولئك لهم مغفرة } أي ستر ، وهو أنه إذا أدخلهم الجنة أنساهم زلاتهم حتى لا يذكروها{[16900]} أبدا ، لأن ذكر زلاّتهم{[16901]} يُنغّص عليهم لذّاتهم وتنعّمهم .

وقوله تعالى : { ورزق كريم } قيل : الكريم الحسن . وجائز أن يكون سماه كريما لأن من ناله [ له ]{[16902]} كرم وشرف كقوله : { أولئك في جنات مكرمون } [ المعارج : 35 ] والله أعلم .


[16898]:في الأصل وم: أظهر وفشى.
[16899]:في الأصل وم: أم.
[16900]:في الأصل وم: تذكرون.
[16901]:أدرج بعدها في الأصل وم: لربهم.
[16902]:ساقطة من الأصل وم.