روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{لِّيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (4)

{ لِيَجْزِىَ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } متعلق بقوله سبحانه { لَتَأْتِيَنَّكُمْ } على أنه علة له وبيان لمقتضى اتيانها فهو من تتمة المقسم عليه ، فحاصل الكلام أن الحكمة تقتضي إثباتها والعلم البالغ المحيط بالغيب وجميع الجزئيات جليها وخفيها حاصل والقدرة المقتضية لا يجاد العالم وما فيه وجعله نعمة على ما مر فقد تم المقتضى وارتفع المانع فليس في الآية اكتفاء في الرد بمجرد اليمين ، واستظهر في البحر تعلقه بلا يعزب .

وذهب إليه أبو البقاء . وتعقب بأن علمه تعالى ليس لأجل الجزاء ، وقيل متعلق بمتعلق { فِى كتاب } [ سبأ : 3 ] وهو كما ترى .

{ أولئك } إشارة إلى الموصول من حيث اتصافه بما في حير الصلة ، وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل والشرف أي أولئك الموصوفون بالإيمان وعمل الأعمال الصالحات { لَهُمْ } بسبب ذلك { مَغْفِرَةٍ } لما فرط منهم من بعض فرطات قلما يخلو عنها البشر { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } حسن لا تعب فيه ولا من عليه .