في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

( أليس الله بأحكم الحاكمين ? ) . . أليس الله بأعدل العادلين حين يحكم في أمر الخلق على هذا النحو ? أو . . أليست حكمة الله بالغة في هذا الحكم على المؤمنين وغير المؤمنين ?

والعدل واضح . والحكمة بارزة . . ومن ثم ورد في الحديث المرفوع عن أبي هريرة : " فإذا قرأ أحدكم( والتين والزيتون )فأتى آخرها : ( أليس الله بأحكم الحاكمين ? ) . . فليقل . . بلى وأنا على ذلك من الشاهدين " . .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

وقوله تعالى { أليس الله بأحكم الحاكمين } ؟ بلى فليس هناك أعدل من الله وأحسن حكما فكيف يظن إذا أن الناس يعملون متفاوتين في أعمالهم في هذه الدنيا ثم يموتون سواء ولا جزاء بعد بالثواب ولا بالعقاب هذا ظلم وباطل ومنكر ينزه الرب عنه سبحانه وتعالى فقضية البعث الآخر لا تقبل الجدل والمماحكة بحال من الأحوال .

ختام السورة:

هداية الآيات :

من هداية الآيات :

1- بيان منافع التين والزيتون واستحباب غرس هاتين الشجرتين والعناية بهما .

2- بيان شرف مكة . وحرمها .

3- بيان فضل الله على الإِنسان في خلقه في أحسن صورة وأقوم تعديل .

4- تقرير فضل الله على الإِنسان المسلم وهو أنه يطيل عمره فإِذا هرم وخرف كتب له كل ما كان يعمله من الخير ويجانبه من الشر .

5- مشروعية قول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين بعد قراءة والتين إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

{ أليس الله بأحكم الحاكمين } بأقضى القاضين ، قال مقاتل : يحكم بينك وبين أهل التكذيب يا محمد . وروينا " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ { والتين والزيتون } فانتهى إلى آخرها : { أليس الله بأحكم الحاكمين } فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين " .

ختام السورة:

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة عن عدي قال : سمعت البراء قال : " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون " فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه صلى الله عليه وسلم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "ألَيْسَ اللّهُ بِأحْكَمِ الْحاكمِينَ" يقول تعالى ذكره : أليس الله يا محمد بأحكم من حكم في أحكامه ، وفصل قضائه بين عباده ؟ ... عن قتادة" ألَيْسَ اللّهَ بِأحْكَمِ الْحاكِمِينَ" ؟ ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : «بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين » ...

كان ابن عباس إذا قرأ : ألَيْسَ اللّهُ بِأحْكَمِ الْحاكِمينَ ؟ قال : سبحانك اللهمّ ، وَبلى .

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

...وفيه وجهان :

أحدهما : بأحكم الحاكمين صنعاً وتدبيراً ، قاله ابن عيسى .

الثاني : أحكم الحاكمين قضاء بالحق وعدلاً بين الخلق وفيه مضمر محذوف ، وتقديره : فلِمَ ينكرون مع هذه الحال البعث والجزاء ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وعيد للكفار ، وأنه يحكم عليهم بما هم أهله . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم وقف تعالى جميع خلقه على أنه { أحكم الحاكمين } على جهة التقرير ، ...

أحكام القرآن لابن العربي 543 هـ :

قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «إذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فَلْيَقُلْ : بَلَى ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ من الشَّاهِدِينَ » ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ أليس الله } أي على ما له من صفات الكمال ، وأكده بالجار في قوله : { بأحكم الحاكمين } أي حتى يدع الخلق يهلك بعضهم بعضاً من غير جزاء ، فيكون خلقهم عبثاً ، بل هو أحكم الحاكمين علماً وقدرة وعدلاً وحكمة بما شوهد من إبداعه الخلق ومفاوتته بينهم ، وجعل الإنسان من بينهم على أحسن تقويم ، فلا بد أن يقيم الجزاء ويضع الموازين القسط ليوم القيامة فيظهر عدله وحكمته وفضله ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

أليس الله بأعدل العادلين حين يحكم في أمر الخلق على هذا النحو ? أو . . أليست حكمة الله بالغة في هذا الحكم على المؤمنين وغير المؤمنين ? والعدل واضح . والحكمة بارزة . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و« أحكم » يجوز أن يكون مأخوداً من الحكم ، أي أقضى القضاة ، ومعنى التفضيل أن حكمه أسد وأنفذ . ويجوز أن يكون مشتقاً من الحكمة . والمعنى : أنه أقوى الحاكمين حِكمةً في قضائه بحيث لا يخالط حكمه تفريط في شيء من المصلحة ....عُلم أن الله يفوق قضاؤه كل قضاء في خصائص القضاء وكمالاته ، وهي : إصابة الحق ، وقطع دابر الباطل ، وإلزام كل من يقضي عليه بالامتثال لقضائه والدخول تحت حكمه ...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

{ أليس الله بأحكم الحاكمين } في جميع ما خلق وصنع ، وكل ذلك دال على علمه وحكمته جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا اله غيره .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

ولما صح أن تارك الظالم بغير انتقام والمحسن بلا إكرام ليس على منهاج العدل الذي شرعه الله تعالى ، حسن جداً تكرير الإنكار بقوله سبحانه وتعالى : { أليس الله } أي على ما له من صفات الكمال ، وأكده بالجار في قوله : { بأحكم الحاكمين * } أي حتى يدع الخلق يهلك بعضهم بعضاً من غير جزاء ، فيكون خلقهم عبثاً ، بل هو أحكم الحاكمين علماً وقدرة وعدلاً وحكمة بما شوهد من إبداعه الخلق ومفاوتته بينهم ، وجعل الإنسان من بينهم على أحسن تقويم ، فلا بد أن يقيم الجزاء ويضع الموازين القسط ليوم القيامة فيظهر عدله وحكمته وفضله ، وهذا الآخر هو أولها قسماً من جهة النبوات التي ظهر بها حكمه وحكمته ، ومقسماً عليه من حيث إن الخلق في أحسن تقويم يقتضي العدل لا محالة ، والرد أسفل سافلين يتقاضى الحكم حتماً لأجل ما يقع من الظلم والتشاجر بين من استمر على الفطرة القويمة ومن رد لأسفل سافلين .

ختام السورة:

وقد اشتملت هذه السورة على وجازتها على جميع مقاصد التوراة إجمالاً ، وزادت الدلالة على الآخرة ، وذلك أن قسمها هو قوله في التوراة " أتانا ربنا من سيناء وشرق لنا من جبل ساعر ، وظهر لنا من جبال فاران " والخلق في أحسن تقويم هو خلق آدم عليه الصلاة والسلام المذكور في أولها وخلق زوجه وما يحتاجان إليه من السماء والأرض ، وخلق الأصفياء من أولادهما وما جاؤوا به من الخير ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات هو ما فيها من الشرائع والأحكام ، وقوله بعد ما تقدم من المعبر بالمقسم عنه " معه ربوات الأطهار عن يمينه أعطاهم وحببهم إلى الشعوب ، وبارك على جميع أطهاره " والرد أسفل سافلين هو ما ذكر أولها من العصاة من قابيل ومن بعده إلى آخرها ، على ما أشار إليه من عصيان بني إسرائيل الموجب للعنهم ، فقد اكتنفت بأول التوراة وآخرها وأوسطها ، وابتدأ بآخرها لأنه في النبوات ، وهي أهم المهم لأنها المنجية من شر قطاع الطريق ، وآخرها أدل ما فيها على النبوات لا سيما الثلاث العظام - المشار إليها بقسم هذه السورة - والله سبحانه وتعالى أعلم بالغيب .