في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ} (15)

وبينما هم في هذا الكرب ، بين الدع والنار التي تواجههم على غير إرادة منهم . يجيئهم الترذيل والتأنيب ، والتلميح إلى ما سبق منهم من التكذيب : ( أفسحر هذا ? أم أنتم لا تبصرون ? ) . فقد كانوا يقولون عن القرآن : إنه سحر . فهل هذه النار التي يرونها كذلك سحر ? ! أم إنه الحق الهائل الرعيب ? أم إنهم لا يبصرون هذه النار كما كانوا لا يبصرون الحق في القرآن الكريم ? !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ} (15)

{ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ اصْلَوْهَا } أي : ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ} (15)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَسِحْرٌ هََذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوَاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عما يقول لهؤلاء المكذّبين الذين وصف صفتهم إذا وردوا جهنم يوم القيامة : أفسحر أيها القوم هذا الذي وردتموه الاَن أم أنتم لا تعاينونه ولا تبصرونه ؟ وقيل هذا لهم توبيخا لا استفهاما .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ} (15)

و{ أم } منقطعة ، والاستفهام الذي تقتضيه { أم } بعدها مستعمل في التوبيخ والتهكم . والتقدير : بل أأنتم لا تبصرون .

ومعنى { لا تبصرون } : لا تبصرون المرئيات كما هي في الواقع فلعلكم تزعمون أنكم لا ترون ناراً كما كنتم في الدنيا تقولون : { بيننا وبينك حجاب } [ فصلت : 5 ] أي فلا نراك ، وتقولون { إنما سكرت أبصارنا } [ الحجر : 15 ] .

وجيء بالمسند إليه مخبراً عنه بخبر فعلي منفي لإِفادة تقوّي الحكم ، فلذلك لم يقل : أم لا تبصرون ، لأنه لا يفيد تقوياً ، ولا : أم لا تبصرون أنتم ، لأن مجيء الضمير المنفصل بعد الضمير المتصل يفيد تقرير المسند إليه المحكوم عليه بخلاف تقديم المسند إليه فإنه يفيد تأكيد الحكم وتقويته وهو أشد توكيداً ، وكل ذلك في طريقة التهكم .