إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ} (15)

وقولُه تعالَى : { أَفَسِحْرٌ هذا } توبيخٌ وتقريعٌ لَهُم حيثُ كانُوا يسمُّونَهُ سِحْراً كأنَّه قيلَ كُنتم تقولونَ للقرآنِ الناطقِ بهذا سحرٌ فهَذا أَيْضاً سحرٌ . وتقديمُ الخبرِ لأنَّه محطُّ الإنكارِ ومدارُ التوبيخِ { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } أيْ أَمْ أنتُم عُمْيٌ عنِ المُخبَر عَنْه كما كُنتم عمياً عن الخبرِ ، أو أمْ سُدَّتْ أبصارُكم كما سُدَّتْ في الدُّنيا على زعمكِم حيثُ كُنْتم تقولونَ { إنَّما سكّرتْ أبصارُنَا بَلْ نحنُ قومٌ مسحورونَ } [ سورة الجر ، الآية 15 ] .