في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

30

فإذا هم منتهون . كل على حاله التي هو عليها . لا يملك أن يوصي بمن بعده . ولا يملك أن يرجع إلى أهله فيقول لهم كلمة . . وأين هم ? إنهم مثله في أماكنهم منتهون !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار ، تحيط بهم من جوانبهم ؛ ولهذا قال : { فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً }أي : على ما يملكونه ، الأمر أهم من ذلك ، { وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } .

وقد وردت هاهنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر{[24771]} ثم يكون{[24772]} بعد هذا نفخة الصعق ، التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم ، ثم بعد ذلك نفخة البعث .


[24771]:- عند تفسير الآية : 73 من سورة الأنعام.
[24772]:- في ت، س، أ : "ثم يكون".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

وقوله : { فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً }يقول تعالى ذكره : فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النفخ في الصّور أن يوصوا في أموالهم أحدا وَلا إلى أهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ يقول : ولا يستطيع من كان منهم خارجا عن أهله أن يرجع إليهم ، لأنهم لا يُمْهَلون بذلك . ولكن يُعَجّلون بالهلاك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً : أي فيما في أيديهم{ وَلا إلى أهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } قال : أُعْجِلوا عن ذلك .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ما يَنْظُرُ هَؤُلاء إلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً . . . الاَية ، قال هذا مبتدأ يوم القيامة ، وقرأ : فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً حتى بلغ إلى رَبّهِمْ يَنْسِلُونَ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

وقوله تعالى : { فلا يستطيعون توصية } عبارة عن إعجال الحال ، والتوصية مصدر من وصى ، وقوله تعالى : { ولا إلى أهلهم يرجعون } يحتمل ثلاث تأويلات : أحدها ولا يرجع أحد إلى منزله وأهله لإعجال الأمر بل تفيض نفسه حيثما أخذته الصيحة ، والثاني معناه { ولا إلى أهلهم يرجعون } قولاً وهذا أبلغ في الاستعجال وخص الأهل بالذكر لأن القول معهم في ذلك الوقت أهم على الإنسان من الأجنبيين وأوكد في نفوس البشر ، والثالث تقديره { ولا إلى أهلهم يرجعون } أبداً ، فخرج هذا عن معنى وصف الاستعجال إلى معنى ذكر انقطاعهم وانبتارهم من دنياهم ، وقرأ الجمهور «يَرجِعون » بفتح الياء وكسر الجيم ، وقرأ ابن محيصن بضم الياء وفتح الجيم .