فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

{ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } أي يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعض بما له وما عليه ، أو لا يستطيع أن يوصيه بالتوبة والإقلاع عن المعاصي ، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم . قال أبو هريرة : ( تقوم الساعة والناس في أسواقهم يتبايعون ويذرعون الثياب ويحلبون اللقاح ، وفي حوائجهم فلا يستطيعون توصية ) الآية .

وعن الزبير بن العوام قال : ( إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب ، والرجل يحلب الناقة ) ثم قرأ الآية .

وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه . ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته ولا يطعمه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها ) .

{ وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } أي إلى منازلهم التي ماتوا خارجين عنها بل يموتون حيث يسمعون الصيحة لأن الساعة لا تمهلهم بشيء ، وقيل : المعنى لا يرجعون إلى أهلهم قولا ، وهذا إخبار عما ينزل بهم عند النفخة الأولى