تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

الآية 50 وقوله تعالى : { تأخذهم وهم يخِصّمون } { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } يخبر عن ساعة قيام الساعة وغفلة أهلها عنها كقوله : { فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون } [ الشعراء : 202 ] .

وعلى ذلك رُوي في بعض الأخبار عن نبي الله صلى الله عليه وسلم [ أنه ]{[17498]} قال : ( تقوم الساعة والرجلان يتبايعان الثوب ، فلا يطويانه حتى تقوم الساعة ) [ البخاري 6506 ] .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله : { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } [ أنه قال ]{[17499]} : ( تقوم الساعة والناس في أسواقهم يحلبون اللقاح ، ويذرعون الثياب ، ويتبايعون ، وهم في حاجتهم ) [ السيوطي في الدر المنثور 7/ 62 ] . وعن الزّبير بن العوام رضي الله عنه [ أنه قال ]{[17500]} : ( إن الرجلين ليتبايعان إذ نادى مناد قد قامت الساعة ) [ بنحوه الدر المنثور 7/62 ] .

ونحوه .

وقوله تعالى : { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } أي وصية . وكذلك ذكر في حرف حفصة وأبيّ : أي يستطيعون وصية . وقوله تعالى : { تأخذهم وهم يخصّمون } يحتمل ما ذكرنا أن الساعة تقوم ، وهم على ما كانوا عليه من البياعات والخصومات والمنازعة ، وعلى ذلك جاءت [ الأخبار ]{[17501]} .

ويحتمل { وهم يخصّمون } في الساعة والبعث أنها لا تقوم ، ولا تكون ، ولأنهم كانوا [ يختصمون فيها ]{[17502]} .

ودل قوله : { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } أن استطاعة الفعل أنها لا تتقدم الفعل ، لكنها [ تقارنه ، وتجامعه ]{[17503]} ، والله أعلم .


[17498]:ساقطة من الأصل وم.
[17499]:في الأصل وم: فقال.
[17500]:ساقطة من الأصل وم.
[17501]:ساقطة من الأصل وم.
[17502]:ساقطة من الأصل وم.
[17503]:في الأصل تقاربها وتجامعها، في م: تقارنها وتجامعه.