الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

{ فلا يستطيعون توصية } أي : لا يقدرون أن يوصوا ولا يرجعوا{[56745]} إلى أهلهم .

قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله{[56746]} صلى الله عليه وسلم{[56747]} كان يقول : " تهيج الساعة بالناس والرجل يسقي ماشيته والرجل يصلح حوضه ، والرجل يقيم سلعته في سوقه ، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه ، وتهيج بهم وهم كذلك { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } " {[56748]} .

قال عبد الله بن عمر : ولينفخن{[56749]} في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم ، و{[56750]} حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور ، وهي التي قال الله عز وجل{[56751]} .

{ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون } الآية{[56752]} .

ومعنى قوله{[56753]} : { ولا إلى أهلهم يرجعون } أي : لا يرجعون إلى أهلهم بعد موتهم أبدا .

وقيل : لا يرجعون من أسواقهم إلى أهلهم ، يموتون مكانهم ، وهو اختيار الطبري{[56754]} .

وهو قول قتادة{[56755]} .

وقيل : المعنى : ولا إلى أهلهم يرجعون قولا يشغلون بأنفسهم{[56756]} .

ومعنى { فلا يستطيعون توصية } أي : لا يمهلون حتى يوصوا بما في{[56757]} أيديهم .


[56745]:أ: "ولا يرجعون"
[56746]:اسم الجلالة "الله" ساقط من ب
[56747]:ب: "عليه السلام"
[56748]:أورده الطبري في جامع البيان 23/13، والسيوطي في الدر المنثور 7/61 وكلاهما أورده بلفظه عن قتادة وأخرجه البخاري بمعناه عن أبي هريرة في كتاب الرفاق 7/191 ومسلم بمعناه أيضا عن أبي هريرة في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة 8/210
[56749]:ب: "لينفخن"
[56750]:ساقط من ب
[56751]:ب: "تعالى"
[56752]:انظر: الدر المنثور 7/61
[56753]:ب: "قوله تعالى"
[56754]:انظر: جامع البيان 23/14ـ15
[56755]:المصدر السابق 23/14
[56756]:انظر: الجامع للقرطبي 15/39 حيث ورد فيه هذا القول مختصرا وغير منسوب أيضا
[56757]:ب: "فيما" وهو تحريف