الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال : تقوم الساعة والناس في أسواقهم ، يتبايعون ، ويذرعون الثياب ، ويحلبون اللقاح ، وفي حوائجهم { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } .

وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن الزبير بن العوّام رضي الله عنه قال : إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب ، والرجل يحلب الناقة ، ثم قرأ { فلا يستطيعون توصيةً } .

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ، ولا يطويانه . ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه ، فلا يسقي فيه . ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته ، فلا يطعمه . ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها » .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { تأخذهم وهم يخصمون } قال : تذرهم في أسواقهم ، وطرقهم { فلا يستطيعون توصية } قال : لا يوصي بعضهم إلى بعض . والله أعلم .