اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

قوله : { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } أي لا يقدرون على الإيصاء قال مقاتل : أي أعجلوا عن الوصية فماتوا «وَ لاَ إلَى أَهْلِهِمْ يرْجِعُونَ » يَنْقَلِبُونَ . أي أنَّ الساعة لا تُمْهِلْهُم لشيء{[46350]} .

واعلم أن قول القائل : فلان في هذه الحالة لا يوصي دون قوله لا يستطيع التوصية لأن ما لا يوصي قد يستطيعها والتوصية بالقول ، والقول يوجد أسرع مما يوجد الفعل فقال : لا يستطيعون كلمة ، فكيف الذي يحتاج إلى زمن{[46351]} طويل من أداء الواجبات ورد المظالم ؟ ! واعتبار الوصية من بين سائر الكلمات يدل على أنه لا قدرة له على أهم الكلمات فإن وقت الموت الحاجة إلى الوصية أمسّ . والتنكير في التوصية للتعميم أي لا يقدر على توصية ( ما ){[46352]} ولو كانت بِكَلِمةٍ يسيرة ، ولأن الوصية{[46353]} قد تحصل بالإشارة ، فالعاجز{[46354]} عنها عاجز عن غيرها . وقوله : { ولا إلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } بيان لشدة الحاجة إلى التوصية ،


[46350]:قال بهذه المعاني البغوي والخازن في تفسيريهما 6/11.
[46351]:كذا هنا وفي الرازي : إلى زمان وفي ب إلى "أمن" تحريف.
[46352]:سقط من ب.
[46353]:في ب التوصية وهو الموافق للرازي.
[46354]:في ب والعاجز بالواو.