في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُ ٱلۡبَنَٰتُ وَلَكُمُ ٱلۡبَنُونَ} (39)

ثم يناقش إحدى مقولاتهم المتهافتة عن الله سبحانه . تلك التي ينسبون إليه فيها بنوة الملائكة ، الذين يتصورونهم إناثا ؛ موجها الخطاب مباشرة إليهم ، زيادة في التخجيل والترذيل :

( أم له البنات ولكم البنون ? ) .

وهم كانوا يعتبرون البنات في درجة أقل من درجة البنين ، إلى حد أن تسود وجوههم من الكمد والكظم حين يبشرون بالأنثى . وكانوا مع هذا لا يستحيون من نسبة البنات إلى الله ! فهو هنا يأخذهم بعرفهم وتقاليدهم ، ليخجلهم من هذا الادعاء . وهو في ذاته متهافت لا يستقيم !

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُ ٱلۡبَنَٰتُ وَلَكُمُ ٱلۡبَنُونَ} (39)

قوله تعالى : " أم له البنات ولكم البنون " سفه أحلامهم توبيخا لهم وتقريعا . أي أتضيفون إلى الله البنات مع أنفتكم منهن ، ومن كان عقله هكذا فلا يستبعد منه إنكار البعث .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُ ٱلۡبَنَٰتُ وَلَكُمُ ٱلۡبَنُونَ} (39)

ولما كان ما مضى على تقدير وجود الإله مع الشركة ، وكان ادعاؤهم الولد{[61611]} عظيماً جداً لدلالته على حاجته وضعفه ، وكان جعله بنات أعظم لأنه دال مع ضعفه على سفهه ، دل على استعظامه بالالتفات إلى خطابهم بعذابهم فقال : { أم له البنات } أي{[61612]} كما ادعيتم { ولكم } أي خاصة { البنون * } لتكونوا أقوى منه فتكذبوا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وتردوا قوله من غير حجة فتكونوا آمنين من عذاب يأتيكم منه لضعفه وقوتكم ، وهذه{[61613]} الأقسام كلها على تقدير التكذيب ، وهي هنا بذكر ما على تقدير التصديق ، وإنما وقع الرد فيها لعارض عرض .


[61611]:- في الأصل بياض ملأناه من مد.
[61612]:- زيد من مد.
[61613]:- من مد، وفي الأصل: هذا