في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ} (14)

ثم ها هو ذا مفرق الطريق بين المؤمنين والكافرين

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ} (14)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ويوم تقوم الساعة} يوم القيامة {يومئذ يتفرقون} بعد الحساب إلى الجنة، وإلى النار، فلا يجتمعون أبدا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء الساعة التي يحشر فيها الخلق إلى الله "يومئذٍ"، يقول: في ذلك اليوم "يتفرّقون "يعني: يتفرّق أهل الإيمان بالله، وأهل الكفر به؛ فأما أهل الإيمان، فيؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وأما أهل الكفر فيؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، فهنالك يميز الله الخبيث من الطيّب.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

سمى الله تعالى ذلك اليوم يوم الجمع بقوله: {يوم يجمعكم ليوم الجمع} [التغابن: 9 والشورى: 7] وسماه يوم الافتراق في هذه الآية، فهو يوم الجمع في أول ما يبعثون، ويحشرون، ثم يفرق بينهم تفريقا، لا اجتماع بينهم بعده أبدا كقوله: {فريق في الجنة وفريق في السعير} [الشورى: 7]... وبعض أهل التأويل يقولون: قوله: {يومئذ يتفرقون} العابد والمعبود والتابع والمتبوع بعدما كانوا مجتمعين في الدنيا، وهو ما ذكر في آية أخرى: {يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض} [العنكبوت: 25] فهذا تفرقهم على قولهم...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم بين أمرا آخر يكون في ذلك اليوم وهو الافتراق كما قال تعالى في آية أخرى: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} فكأن هذه الحالة مترتبة على الإبلاس، فكأنه أولا يبلس ثم يميز ويجعل فريق في الجنة وفريق في السعير.

وأعاد قوله: {ويوم تقوم الساعة} لأن قيام الساعة أمر هائل فكرره تأكيدا للتخويف، ومنه اعتاد الخطباء تكرير يوم القيامة في الخطب لتذكير أهواله...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كانت النفس ربما تشوفت إلى أنه هل يكون بعد إبلاسهم شيء آخر، قال مفيداً له مهولاً بإعادة ما مضى: {ويوم تقوم الساعة} أي ويا له من يوم، ثم زاد في تهويله بقوله: {يومئذ يتفرقون}.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

وفي ذلك اليوم يفترق أهل الخير والشر كما افترقت أعمالهم في الدنيا...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

التفرق: انقسام الجمع وتشتت أجزاء الكل، وقد كني به هنا عن التباعد لأن التفرق يلازمه التباعد عرفاً...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

أي: الذين اجتمعوا في الدنيا على الشر وعلى الضلال يتفرقون يوم القيامة، ويصيرون أعداء وخصوما بعد أن كانوا أخلاء، فيمتاز المؤمنون في ناحية والكافرون في ناحية، حتى العصاة من المؤمنين الذين لهم رائحة من الطاعة لا يتركهم المؤمنون، إنما يشفعون لهم ويأخذونهم في صفوفهم...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ} (14)

قوله تعالى : " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " يعني المؤمنين من الكافرين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ} (14)

ولما كانت النفس ربما تشوفت إلى أنه هل يكون بعد إبلاسهم شيء آخر ، قال مفيداً له مهولاً بإعادة ما مضى : { ويوم تقوم الساعة } أي ويا له من يوم ، ثم زاد في تهويله يقوله : { يومئذ يتفرقون } أي المؤمنون الذين يفرحون بنصر الله والكافرون فرقة لا اجتماع بعدها ، هؤلاء في عليين ، وهؤلاء في أسفل سافلين . حكى لي بعض القضاة من أصحابي - عفا الله عنه - وهو يبكي {[52739]}أنه رأى مناماً مهولاً ، وذلك أنه رأى{[52740]} القيامة قد قامت ، والناس يحشرون{[52741]} - على ما وصف في الأحاديث - في صعيد واحد عرايا خائفين حائرين ، يموج بعضهم في بعض ، فإذا{[52742]} شخص مما له أمر قد أشار بسوط معه وخط به في{[52743]} الأرض فقسمهم قسمين فقال : هؤلاء مطيعون ، وهؤلاء عصاة ، قال : فكنت{[52744]} في العصاة ، وفي الحال غاب عنا{[52745]} الطائعون ، فلم نر منهم أحداً{[52746]} ثم خط بذلك السوط مرة أخرى فقسمنا قسمين فقال : هؤلاء عصاة الأقوال ، وهؤلاء عصاة الأفعال ، قال : فكنت في عصاة الأفعال ، ثم غاب في الحال عنا عصاة الأقوال ، فلم نر منهم أحداً وبقينا نحن منا الجالس ومنا المضطجع ، ونحن قليل بالنسبة إلى عصاة الأقوال ، فبينا نحن كذلك إذ جاء آتٍ إلى شخص إلى{[52747]} جانبي فأخذه{[52748]} من كعبه ثم نشطه فأخرج جلده بمرة{[52749]} واحدة كأنه جراب نزع عن شيء فيه يابس ، فحصل لي من ذلك ذعر شديد فبينا أنا كذلك إذ آتٍ جاءني من ورائي ، فألقى عليّ{[52750]} جوخة فجعلها على أكتافي وأدارها على أفخاذي فسترني بها و{[52751]} لكن على غير هيئة لبس المخيط ، قال : واستيقظت وأنا على ذلك فقصصته على بعض الصالحين فقال : أحمد الله على كونك من عصاة الأفعال ، وأخذ من ستري بالجوخة على تلك الهيئة أني أحج ، فبشرني بذلك فحججت{[52752]} في ذلك العام - والله تعالى المسؤول في التوبة ، فإنه الفعّال لما يريد


[52739]:في ظ: مناما رآه مهولا أن.
[52740]:في ظ: مناما رآه مهولا أن.
[52741]:في ظ ومد: محشورون.
[52742]:في ظ: فإذا.
[52743]:زيد من ظ ومد.
[52744]:في ظ: فكتب.
[52745]:زيد من ظ ومد.
[52746]:في ظ: أحد.
[52747]:زيد من ظ ومد.
[52748]:من ظ ومد، وفي الأصل: فأخذته.
[52749]:من ظ ومد، وفي الأصل: مرة.
[52750]:من ظ ومد، وفي الأصل: إلى.
[52751]:سقطت الواو من ظ ومد.
[52752]:من ظ ومد، وفي الأصل: محجتها.