إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ} (14)

{ وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة } أُعيدَ لتهويلِه وتفظيعِ ما يقعُ فيه . وقولُه تعالى : { يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } تهويلٌ له إثرَ تهويلٍ ، وفيه رمزٌ إلى أنَّ التَّفرقَ يقعُ في بعضٍ منه . وضميرُ يتفرَّقُون لجميعِ الخلقِ المدلولِ عليهم بما تقدَّمَ من بدئِهم وإعادتِهم ورجعِهم لا المجرمون خاصَّة . وليسَ المرادُ بتفرُّقِهم افتراقَ كلِّ فردٍ منهم عن الآخرِ بل تفرُّقَهم إلى فريقَيْ المؤمنينَ والكافرينَ كما في قولِه تعالى : { فَرِيقٌ فِي الجنة وَفَرِيقٌ فِي السعير } [ سورة الشورى ، الآية7 ] وذلك بعد تمامِ الحسابِ .