في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ} (95)

69

( قال : أتعبدون ما تنحتون ? والله خلقكم وما تعملون ? ) . .

إنه منطق الفطرة يصرخ في وجههم : ( أتعبدون ما تنحتون ? ) . . والمعبود الحق ينبغي أن يكون هو الصانع لا المصنوع :

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ} (95)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال} لهم إبراهيم: {أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"قالَ أتَعْبُدونَ ما تَنْحِتُونَ" يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لقومه: أتعبدون أيها القوم ما تنحتون بأيديكم من الأصنام.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يسفّههم بعبادتهم ما ينحتون بأيديهم، ويتخذونها بأنفسهم على علم منهم أنها لا تملك نفعا ولا ضرا، والذي نحتها أولى بالعبادة إن كانت تجوز العبادة لمن دونه من ذلك المنحوت، إذ هو يملك شيئا من النفع والضرر، والمنحوت لا؛ فإن لم تعبدوا الناحت لها والمتخذ وهو أقرب وأنفع، فكيف تعبدون ذلك المنحوت الذي لا يملك شيئا؟ وتركتم عبادة الذي خلقكم، وخلق أعمالكم؟

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

الألف ألف الاستفهام ومعناها الإنكار.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم إن إبراهيم عليه السلام قال لهم في جملة محاورة طويلة قد تضمنتها الآية {أتعبدون ما تنحتون} أي تجعلون إلهاً معظماً شيئاً صنعتموه من عود أو حجر وعملتموه بأيديكم أخبرهم بخبر لا يمكنهم إنكاره وهو قوله {والله خلقكم}.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن القوم لما عاتبوا إبراهيم على كسر الأصنام فهو أيضا ذكر لهم الدليل الدال على فساد المصير إلى عبادتها فقال:"أتعبدون ما تنحتون".

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{قال} غير هائب لهم ولا مكترث بهم لرؤيته لهم فانين منكراً عليهم: {أتعبدون} وندبهم بالمضارع إلى التوبة والرجوع إلى الله، وعبر بأداة ما لا يعقل كما هو الحق فقال: {ما تنحتون} أي إن كانت العبادة تحق لأحد غير الله فهم أحق أن يعبدوكم لأنكم صنعتموهم ولم يصنعوكم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إنه منطق الفطرة يصرخ في وجههم: (أتعبدون ما تنحتون؟).. والمعبود الحق ينبغي أن يكون هو الصانع لا المصنوع.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة {قال أتعبدون ما تَنْحِتون} استئناف بيانيّ لأن إقبال القوم إلى إبراهيم بحالة تنذر بحنقهم وإرادة البطش به يثير في نفس السامع تساؤلاً عن حال إبراهيم في تلقّيه بأولئك وهو فاقد للنصير معرَّض للنكال فيكون {قال أتعبدون ما تنحتون} جواباً وبياناً لما يسأل عنه، وذلك منبئ عن رباطة جأش إبراهيم إذ لم يتلق القوم بالاعتذار ولا بالاختفاء، ولكنه لقِيهم بالتهكّم بهم إذ قال: {بل فعله كبيرهم} هذا كما في سورة [الأنبياء: 63]. ثم أنحى عليهم باللائمة والتوبيخ وتسفيه أحْلامهم إذ بلغوا من السخافة أن يعبدوا صوراً نحتوها بأيديهم أو نحتها أسلافهم، فإسناد النحت إلى المخاطبين من قبيل إسناد الفعل إلى القبيلة إذا فعله بعضها...

والنحت: بري العُود ليصير في شكل يُراد، فإن كانت الأصنام من الخشب فإطلاق النحت حقيقة، وإن كانت من حجارة كما قيل، فإطلاق النحت على نقشها وتصويرها مجاز.

والاستفهام إنكاري والإِتيان بالموصول والصلة لما تشتمل عليه الصلة من تسلط فعلهم على معبوداتهم، أي أن شأن المعبود أن يكون فاعلاً لا منفعلاً، فمن المنكر أن تعبدوا أصناماً أنتم نحتموها، وكان الشأن أن تكون أقلّ منكم.