جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ} (95)

{ قال } : لهم إبراهيم { أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون } أي : وما تعملونه بقرينة ما تنحتون يعني : هل المخلوقات لخالق واحد يعبد أحدهما الآخر ، وكلمة ما عامة تتناول ما يعملونه من الأوضاع والحركات والمعاصي والطاعات وغيرها ، والمراد بأفعال العباد المختلف فيها هو يقع بكسب العبد ، ويستند إليه مثل الصوم والصلاة والأكل ، والشرب ونحوهما مما يسمى الحاصل بالمصدر لا نفس الإيقاع الذي هو من الاعتبارات العقلية كما تقول : يفعلون الزكاة يقيمون الصلاة يعملون الصالحات والسيئات ، ولما غفل عن هذه النكتة كثير من الفضلاء بالغوا في نفي كون ما موصولة والإنصاف أن الآية محتملة لما قررنا ولأن يكون المراد ما تعملونه من الأصنام فلم يبعد الاستدلال مع الاحتمال والله اعلم